فالعلة كالعقل مثلا لها ذات موجودة بوجوديخصها من حيث هي جوهر عقلي و كون ذلكالوجود بحيث له تأثير في وجود الغير هووجود العلة بما هي علة و العلة نوع منالمضاف فهذا الوجود منسوب إلى الجوهربالذات و إلى المضاف بالعرض.
و إنما قلنا بالعرض لأن مفهوم العلية خارجعن ذاتيات هذا الوجود إذا قطع النظر إليهاعما سواها و كذا وجود المضاف من حيث هومضاف مغاير بالاعتبار لوجود الجوهر بما هوجوهر لكن الفرق بين ماهية الجوهر الذي هوالعلة و بين عليته و إضافته بالماهية والحد فإن حد الجوهر غير حد المضاف و الفرقبين وجوديهما بالاعتبار فالوجود الجوهريإذا أخذ في نفسه كان جوهرا و إذا قيس إلىغيره كان مضافا فكون هذا الوجود بحيث إذاعقل على الوجه الذي يكون في الخارج يلزم منتعقله تعقل شيء آخر هو وجود المضاف.
و بالجملة أن المضاف بما هو مضاف بسيط ليسله وجود في الخارج مستقل مفرد بل وجوده أنيكون لاحقا بأشياء كونها بحيث يكون لهامقايسة إلى غيرها فوجود السماء في ذاتهاوجود الجواهر و وجودها بحيث إذا قيس إلىالأرض عقلت الفوقية وجود الإضافات.
و كذا الكم له وجود في نفسه من حيث هو كم وهو كون الشيء بحيث يمكن لذاته أن يصيرمساويا لشيء أو أعظم أو أصغر منه و أماوجوده بحيث يكون بالفعل مساويا مثلا هووجود المساوي فوجود المساوي غير وجود الكملأن المساوي لم يبق مساويا إذا قيس إلى ماهو أعظم منه أو أصغر.
و أما النوع من الكم فهو أبدا بحال واحد فينفسه لا يتغير فوجود واحد يصلح لأن يصيروجودا لإضافات كثيرة كالواحد مثلا له وجودفي نفسه هو عين وحدته و ذلك الوجود يصدقعليه أنه نصف الاثنين و ثلث الثلاثة و ربعالأربعة و هكذا إلى غير النهاية من غيراستحالة و لا لزوم تركب في الواحد بما هوواحد فتحصيل المضاف و تنويعه يتصور منوجهين