فهي تابعة في جميع الأحكام الوجوديةلوجود موضوعاتها و التضاد و التقدم والتأخر و القوة و الفعل و أشباهها من أحوالالوجود يعرض للموضوعات الإضافية بالذات ولإضافاتها بالعرض و من هذا القبيل التضادفإذا اعتبر بين الحار و البارد تضاد حقيقيكان بين إضافتيهما أي الأحر و الأبرد تضادبالتبع و أما عروض التضاد لشيء منالمضافين مع قطع النظر عن موضوعيهما فذلكغير صحيح.
و اعلم أنه قد ذكر الشيخ في باب الكم عندبيانه أن العظيم لا يضاد الصغير ما يشعربأن التضاد لا يعرض الإضافات و يبين ذلكبوجهين أحدهما أن تقابل التضاد ليس بعينهتقابل التضايف بل المتضادان يعرضهماإضافة التضاد و ذلك لأنا قد نجد طبائعالأضداد لا يتضايف و نجد كثيرا منالمتضايفين لا تضاد بينهما كالعلم والمعلوم و الجوار و الجار.
ثم نعلم أن التضاد من حيث هو تضاد من بابالتضايف فيجب أن يكون في المتضادين شيءلا تضايف فيه فلما كان التضاد من حيث هوتضاد متضايفا بقي أن يكون الشيء الذي فيالمتضادين و ليس بمتضايف هو موضوعاتالتضاد فثبت أن المضادة لا يوجد إلا فيموضوعات غير متضايفة.
و الثاني أن الإضافات طبائع غير مستقلةبأنفسها فيمتنع أن يعرض لها التضاد لأنأقل درجات العروض أن يكون مستقلا بتلكالمعروضية.
ثم إنه قال في باب الإضافة أن المضاف يعرضله ما يعرض لمقولته و لما كانت الضعفيةتعرض للكم و كان لا مضادة للكم لم يعرضللضعفية مضادة و لما كانت الفضيلة عارضةللكيف و هي تضاد الرذيلة جاز أن يعرض لهذهالإضافة تضاد و كذلك الحار لما كان ضداللبارد كان الأحر ضدا للأبرد و لا تناقضبين كلاميه كما توهمه بعض المتأخرين لماأشرنا إليه.
فيحمل كلامه على أن نفي التضاد عنهاباعتبار ذاتها استقلالا و إثباته لها من