متقرر في ذاته لا بحصوله في مكانه و ذلكلأن نوعها مقصور على شخصها في الوجودالطبيعي فالمشخص لها من طبيعة نوعها وحصولها لتلك الأحياز تابع لتشخصها و نحووجودها.
فإن قلت ما ذكرتم غير جار في مواد الأجرامالفلكية فإنها موجودة في صورها و صورهامتحصلة القوام و ليست المواد جزأ منها و لايصح قوامها دون ما هي فيه أعني الصور.
قلت قد تفصى بعض الفضلاء عن هذا الإشكالبقوله لا نسلم أن المادة يصح أن يقال إنهافي الصور لأنا ذكرنا أن معنى في هو أن يكونناعتا للمحل و المادة لا تنعت الصورة بلالأمر بالعكس انتهى قوله.
و هو في غاية السقوط فإن المراد من قوله لايصح أن يقال إن كان مانعا لفظيا فهو غيرمجد في تحقيق الحقائق و إن كان مانعامعنويا فهو غير ثابت مما ذكره لما سبق أنمجرد الناعتية لا يصلح أن يكون رسماللحالية سواء كان المراد بالنعت ما يحملعلى الشيء مواطاة و يقال له حمل على أواشتقاقا و يقال له وجود في.
ثم إن أريد بالناعت التابع للشيء فيالوجود فيكون الهيولى حريا بهذا المعنىلأنها في الوجود تابعة للصورة كما سيجيءفلا وجه لما ذكره من التعكيس بل الحق فيالجواب أن يقال إن الهيولى أمر مبهمالوجود بالقوة إنما يتحصل وجودها بالفعلبالصورة بمعنى أن الصورة بنفسها نحو وجودالهيولى بخلاف العرض لأن له وجودا تابعالوجود موضوعه لا أن وجودها بنفس الموضوع.
و بالجملة معنى العرض هو الموجود في شيءمتقوم بنفسه و معنى الهيولى هو الموجودبشيء متقوم بنفسه.