ما قاله في الحيوان من أنه ليس جنساللحيوانات و إلا لكانت الماهية المقولعليها الحيوان إما أمرا بسيطا أو مركبافإن كان بسيطا فلم يكن الحيوان جنسا له معكونه مقولا عليه و إن كان مركبا فأجزاؤهإما حيوانات أو ليست بحيوانات و يتممالدليل شبه ما ذكره فيلزم أن لا يكونللأشياء جنس في الوجود و اللازم باطل كمالا يخفى فالملزوم كذلك فعلم أن ما ذكرهمغالطة باطلة.
الثاني و هو الحل أن يقال إن البسيط الذيتركب منه و من غيره النوع المندرج تحت جنسإن لم يكن مندرجا تحته فذلك يتصور من وجهينأحدهما أنه لم يصدق عليه معنى ذلك الجنس والثاني أنه يصدق و لكن ليس ذاتيا له فلايكون مندرجا تحته اندراج النوع تحت الجنس.
و الشق الأول أيضا يحتمل وجهين أحدهما أنهلم يصدق عليه معنى الجنس لكونه عين معنىالجنس و الشيء لا يكون فردا لنفسه.
و ثانيهما أن لا يكون كذلك فهاهنا ثلاثةوجوه في عدم اندراج الشيء تحت الجنس.
و الذي يمنع أن يكون المركب من غيرالمندرج تحت الجنس و من أمر آخر نوعا منأنواع ذلك الجنس هو أحد هذه الوجوهالثلاثة لا غير فالإنسان مثلا ماهية واقعةتحت جنس الحيوان و هو مركب من جزءين هماالحيوان و الناطق و ليس شيئا منهما مندرجاتحت الحيوان اندراج الشيء تحت الذاتيالأعم له أما الحيوان المطلق المأخوذ جنسافهو غير مندرج تحت نفسه إذ لا تغاير هناكأصلا.
و أما الحيوان المأخوذ مجردا عن القيودالفصلية فهو إما غير موجود في الخارج فلايكون مقوما لنوع موجود فيه.
و أما مادة للمركب منه و من الفصل فلا يكونجنسا محمولا على ذلك النوع المركب على ماعرفت من تفاوت الاصطلاحين في التجريد.