و لقائل أن يقول أيضا إن عد هذا الحالخاصية للجوهر غير مستقيم فإن الكم لايقبلهما عندهم لأن المحققين لا يفرقون بينالاشتداد و التضعف و بين الازدياد والتنقص في المعنى فإن الحركة في الكمالمعنى واحد سواء كانت في الكيف و سميبالاشتداد أو في الكم و سمي بالازدياد وكذا الحركة في التنقص معنى واحد سواء سميبالتضعف أو بالتنقص و لأن الكمية الواحدةالمعينة أيضا يبطل بالازدياد و الانتقاصإذا كانت متصلة و إذا كانت منفصلة فليس ماهو الزائد عين ما هو الناقص فلا حركة للكمفي كميته فكذا لا حركة للكيف في كيفيته لأنالاشتداد ليس بأن كيفية ما تبقى بعينها ويضم إليها مثلها فإن الشديد من الكيفيةعرض بسيط كالضعيف منها ليس أنه يتألف منأمثال الضعيف كما مر نعم المادة يتحرك فيالمقادير كما يتحرك الموضوع في الكيفيات.
لكنك تعلم أن مقصودهم ليس أن الجوهر لايتحرك بل أن لا حركة فيه فلا يكون وزانه أنلا حركة للكم و لا للكيف بل الوزان إنمايتحقق لو ثبت أن لا حركة في الكم أو لااشتداد و لم يثبت مما ذكر فلا يبطل الخاصةالمذكورة بما أورده و كثيرا ما يقعالاشتباه بين هذين المعنيين لمن نظر فيكلامهم حتى إن صاحب حكمة الإشراق غيرالعبارة في المطارحات عند عده خواص الجوهرفقال و من أحوال الجوهر الغير العامة و منخواص الجوهر أنه لا يشتد و لا يضعف و هذالاستحالة التضاد فيه فإن الاشتداد والتضعف إنما يكونان بين الضدين و هذا ليسخاصة الجوهر فإن الكم أيضا لا يقبلهما علىما سيأتي فيه الكلام انتهى قوله.
و ليس فيما ذكره في مستأنف كلامه إلا نفيالحركة من الكم لا نفيها فيه و أين هذا منذاك كيف و المتحرك بالذات في كل حركة ليسإلا الجواهر المادية بل الذي عد من الخواصلمقولة الجوهر نفي كونه حاصلا بالتدريجمتحركا و هذا ما راموه بقولهم لا اشتداد ولا حركة لها بدلا عن قولهم لا اشتداد و لاحركة فيها و لهذا قالوا إن جوهرا لا يكونأشد في الجوهرية من جوهر آخر و إن كان أولىمنه