الحضوري و لا يكفي فيها مطلق المعلوميةعلى الوجه الكلي لم يشتبه عليه الأمر فإنماهية العرض مما يتقوم وجوده بالموضوعبخلاف الجوهر فإنه لا حاجة له إلى محل.
و الذي يتوهم فيه الحاجة إلى المحل منالصور المادية ليس كما توهم فإن الحاجةلها إلى المادة ليست في تقوم وجودها بل فيلوازم شخصيتها كما سيجيء فماهية كل جوهربحسب وجودها الذهني التي يعرضه العموم والاشتراك مما لا شبهة في قبولها الإشارةالعقلية من حيث تعينها العقلي الذهني و إنلم يقبلها من حيث إبهامها الخارجي بخلافماهية العرض فإنها تابعة لغيرها في الوجودمطلقا فليست مقصودة إلا بالعرض كما يظهربالوجدان.
و أما الجوهر المفارق البحت فهل يمكن أنيقع إليها إشارة عقلية مخصصة عينا و عقلافالمشاءون ينكرونها إلا في علم المفارقبذاته و صفاته الذاتية و الرواقيونأثبتوها.
و الحق في ذلك مع الرواقيين كما سيأتي فيمباحث علم الله و من خواص الجوهر كونهموجودا لنفسه بالمعنى المقابل للوجودالنسبي و هذه يختص بما لا محل له منالجواهر فإن الصور المادية و كذا كلياتالجواهر على رأي المشائين وجودها لغيرهاإذ ليس قوامها بذاتها أصلا و إنما قلنا علىرأي المشائين لما مر من مذهب الأقدمين منوجود الكليات الطبيعية في عالم المفارقاتقائمة بأنفسها.
و لقائل أن يقول أما الصور المادية فهي منحيث طبيعتها مستغنية عن المادة