كبيرا و يتكاثف فيشغل حيزا صغيرا مع بقاءصورته الجسمية بحالها فعلم أنها في حدذاتها ليست شاغلة للحيز و إلا لما اختلفتالشغل مع اتحادها و أما سائر الصور والأعراض فلا يشغل الأحياز شغلا بالذات بلالشاغل بالذات هو المقدار فعلمنا أنالمانع من التداخل هو المقدار فلو كانالمكان بعدا يلزم التداخل المستحيل.
أقول الترديد غير حاصر و المنع في كل منهاإلا الأعراض وارد لاحتمال أن يكون المانعمن التداخل الهيولى مع المقدار أو الصورةمعه أو هو مع المادة و الذي يؤيد هذا أنانتخيل مقدارا عظيما مثل العالم بمجموع مافيه من السماوات و الأرضين و نتخيل مقداراآخر أضعاف المقدار الأول أو مثله داخلافيه و هكذا نتخيل فسحة بعد فسحة بحيث لاتمانع فيها و لا تفاسد بل مع بقاء هذهالعوالم المقدارية بحالها و كثير من أهلالسلوك يشاهدون في بداية سلوكهم عوالمكثيرة مقدارية لا تزاحم و لا تضايق بينها وما يروى عن قائدنا و هادينا صلّى الله عليهوآله وسلّم أنه رأى ما بين قبره و منبرهروضة من الجنان و رأى في عرض الحائط جنةعرضها السماوات و الأرض و رأى مرة جبرئيلكأنه طبق الخافقين و رأى أمته ليلةالمعراج و قد انسد الأفق بوجوه أخيارها.
و أيضا القائلون بأن الرؤية بانطباع شبحالمرئي في العضو الجليدي يلزمهم التداخلفي المقدار لكن لما كان مقدار الشبح مجرداو إن كان مقدار العضو ماديا جاز التداخلبينهما فعلم من هذا كله أن المانع من دخولالأجسام بعضها في حيز بعض ليس مجردالمقدار بل بشرط المادة و السر فيه أن معنىكون الشيء ماديا أنه مصحوب بالقوة والاستعداد بما هو استعداد لا يجامعالفعلية إلا أن الكم المتصل في قبولالتعدد فإذا صار منفصلا انعدمت هويتهالاتصالية و في المنفصل قوة الاتصال فإذااتصلت المنفصلات بطلت هوياتها الاتصاليةفكذلك في شأن الجسم أن يحل مكانا و لا يحصلذلك إلا بزواله مع المكان الأول و كما لايحل جسم مكانين معا لا يحل جسمان مكاناواحدا لا لإباء المكان عنهما بل