و رابعها أنا نرى إناء مملوا من رماد يسعهمعه ملء ماء فلو لا أن هناك خلاء لاستحالذلك.
و خامسها أن الدن يملأ شرابا ثم يجعلالشراب بعينه [في زق] ثم يجعلان معا فيذلك الدن بعينه فيسعهما الدن فلو لا أن فيالشراب خلاء انعصر فيه مقدار مساحة الزقلاستحال ذلك.
و الجواب عما ذكروه أولا أنه لو كان العلةما ذكرتم لما وجب صعود الماء لأن الهواءالخارج قد وجد مكانا فارغا و فراغ بعضالقارورة أمر ممكن عندهم فهذا بأن يستدلبه على بطلان الخلاء أولى.
و التحقيق أن الكيفيات و الحركات كما تكونطبيعية و قسرية كذلك المقادير قد تكونطبيعة و قد تكون قسرية و المادة الواحدةيجوز أن تقبل مقدارا عظيما بعد ما قبلتمقدارا صغيرا و حركة المص موجبة للسخونةالموجبة للتخلخل و كانت شديدة التهيؤللعود إلى مقدارها الطبيعي فإذا لقيها بردالماء تكاثف عودا إلى مقداره الطبيعيفتبعه الماء لضرورة الخلاء.
و عما ذكروه ثانيا أن الهواء يدخل في مسامالزق و قد جرب ذلك بما يدل على وجوب الملإفيكون عليهم لا لهم.
و عن الثالث بإمكان انقباض ما في الزق أوانبساط محيطة أو ارتفاع جانب منه كل ذلكبقدر ما دخل من رأس المسيلة فيه.
و عن الرابع بأنه كذب محض.
و عن الخامس بأنه يجوز أن لا يظهر تفاوتمقدار الزق في الحب للحس أو يكون الشرابينعصر فيخرج منه بخار أو هواء أو يتكاثففيصير أصغر