الغريزية خارجة لكانت الغريبة تفعل فعلالغريزية.
أقول يلزم على ما ذكره أن يكون الشيء عندانكساره و ضعفه تفعل أفعالا لا تقوى علىشيء منها عند كماله و شدته.
و أيضا الفرق حاصل بين عدم انفعال الشيءعن المفسد المضر و بين أن يدفع ضرره الحاصلفالحار الغريزي يدفع عن البدن الحرارةالغريبة التي وردت البدن و أمرضتها زماناو لا شك أن الحرارة الأسطقسية التي فيالبدن تشتد بورود حرارة أخرى غريبة كمنيحترق بدنه بالنار أو يتسخن بالأهويةالحرورية أو بالحميات فالتي تقاوم هذهالأشياء المقوية لهذه الحرارة و تدفعها عنالبدن و تعالجه و تعيده إلى الصحة والسلامة بعد إشراقه على الافتراق و الفسادما هي أ هذه الأفاعيل تصدر عن النارية التيهي مكسورة مقهورة على تقدير وجودها و عدمانخلاعها كسائر الصور الأسطقسية كما هوالمذهب المنصور أم هي صادرة عن لا شيء أوعن البرودة التي لا فعل لها إلا القعود والسكون أو عن النفس و النفس لا يعقل إلابواسطة القوى و الكيفيات فما أبعد عن الحققول من نسب التنمية و التغذية و التوليدبما في كل منها من الترتيبات و التشبيهات والتعديلات إلى الحرارة التي شأنهاالإحراق و التفريق.
و أيضا الحار الأسطقسي كباقي الأسطقساتبطبائعها متداعية إلى الانفكاك مجبورةبالقسر على الالتيام فالذي يجبرها علىالالتيام و يحفظها عن التفريق هو الحارالغريزي باستخدام النفس أو الطبيعة إياهإذ قد ثبت في موضعه أن هذه الأفاعيلالطبيعية لا يتم إلا بشيء من هذهالكيفيات الأربع سيما الحرارة و من نظر حقالنظر يعلم أن نسبة الحرارة إلى الطبيعةكنسبة الميل إلى القوى المحركة فكما أنطبيعة النار حارة الجوهر كما أن مفيدالوجود وجودي الجوهر فكذلك مبدأ الحرارةالغريزية نفسا كان أو طبعا طبيعة فلكية أوعنصرية يجب أن يكون حار الذات بذاته لابحرارة زائدة بل ذاته بذاته حرارة و حارةإلا أن تلك الحرارة نوع آخر أعلى و أشرف منهذه الحرارات و ذاته بالحقيقة نار أخرىأجل من هذه النيرانات و هي محيطة بهذه لاإحاطة وضعية فقط كإحاطة السماء بكرةالأثير بل إحاطة قهرية عليه غير محسوسةبهذه الحواس فالطبيعة و النفس عندنا