تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و هامان في ثيابهما وشاب رأسهما و غشي عليهما من الفزع و مر موسى في الهزيمة مع الناس ، فناداه الله " خذها و لا تخف سنعيدها سيرتها الاولى " فرجع موسى و لف على يده عباءا كانت عليه ثم ادخل يده في فمها فإذا هي عصا كما كانت و كان كما قال الله ( فألقي السحرة ساجدين ) لما رأوا ذلك ( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى و هرون ) فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا و ( قال آمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم ) يعني موسى ( الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لاقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف و لاصلبنكم أجمعين ) فقالوا له كما حكى الله ( لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ) فحبس فرعون من آمن بموسى حتى أنزل الله عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم ، فأطلق فرعون عنهم فأوحى الله إلى موسى ( أن اسر بعبادي انكم متبعون ) فخرج موسى ببني إسرائيل ليقطع بهم البحر .و جمع فرعون أصحابه و بعث في المدائن حاشرين و حشر الناس و قدم مقدمته في ستمأة ألف و ركب هو في ألف ألف و خرج كما حكى الله عز و جل ( فأخرجناهم من جنات و عيون و كنوز و مقام كريم كذلك و أورثناها بني إسرائيل فاتبعوهم مشرقين ) فلما قرب موسى البحر و قرب فرعون من موسى ( قال اصحاب موسى إنا لمدركون ) قال موسى ( كلا ان معي ربي سيهدين ) اي سينجيني .فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له انفلق ، فقال البحر له : استكبرت يا موسى ان تقول لي انفلق لك و لم أعص الله طرفة عين و قد كان فيكم المعاصي ، فقال له موسى فاحذر ان تعصي و قد علمت ان آدم أخرج من الجنة بمعصيته و انما إبليس لعن بمعصيته فقال البحر ربي عظيم مطاع أمره و لا ينبغي لشيء ان يعصيه ، فقام يوسع بن نون فقال لموسى : يا رسول الله ما أمرك ربك ؟ فقال : بعبور البحر ، فاقتحم يوشع فرسه في الماء و أوحى الله إلى موسى ( ان اضرب بعصاك