تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
موسى الاجل و سار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ) فأقبل نحو النار يقتبس فإذا شجرة و نار تلتهب عليها ، فلما ذهب نحو النار يقتبس منها أهوت اليه ففزع منها وعدا و رجعت النار إلى الشجرة ، فالتفت إليها و قد رجعت إلى الشجرة فرجع الثانية ليقتبس فاهوت اليه فعدا و تركها ثم التفت إليها و قد رجعت إلى الشجرة فرجع إليها الثالثة فاهوت اليه فعدا ( و لم يعقب ) اي لم يرجع فناداه الله ( ان يا موسى اني أنا الله رب العالمين ) قال موسى فما الدليل على ذلك قال الله : ما في يمينك يا موسى قال هي عصاي قال ألقها يا موسى فالقاها فصارت حية تسعى ففزع منها موسى وعدا فناداه الله خذها و ( لا تخف انك من الآمنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من سوء ) اي من علة و ذلك ان موسى عليه السلام كان شديد السمرة فاخرج يده من جيبه فاضاءت له الدنيا فقال الله عز و جل ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون و ملائه انهم كانوا قوما فاسقين ) فقال موسى كما حكى الله عز و جل : ( رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف ان يقتلون .) .و اما قوله : ( و قال فرعون يا أيها الملا ما علمت لكم من إله غيري فاوقدلي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي إطلع إلى إله موسى واني لاظنه من الكاذبين ) قال فبنى هامان له في الهواء صرحا حتى بلغ مكانا في الهواء لا يتمكن الانسان ان يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء فقال لفرعون : لا نقدر ان نزيد على هذا فبعث الله رياحا فرمت به ، فاتخذ فرعون و هامان عند ذلك التابوت و عمدا إلى أربعة أنسر فاخذا أفراخها و ربياها حتى إذا بلغت القوة و كبرت عمدا إلى جوانب التابوت الاربعة فغرسا في كل جانب من خشبة و جعلا على رأس كل خشبة لحما و جوعا الانسر و شدا أرجلها بأصل الخشبة فنظرت الانسر إلى اللحم فاهوت اليه بأجنحتها و ارتفعت بهما في الهواء و أقبلت تطير يومها فقال