تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و الدعاء و البكاء و كان قارون منهم و كان يقرأ التوراة و لم يكن فيهم أحسن صوتا منه و كان يسمى المنون لحسن قراءته و قد كان يعمل الكيميا ، فلما طال الامر على بني إسرائيل في التيه و التوبة و كان قارون قد امتنع من الدخول معهم في التوبة و كان موسى يحبه فدخل عليه موسى ، فقال يا قارون قومك في التوبة و أنت قاعد هاهنا ادخل معهم و إلا نزل بك العذاب ، فاستهان به و استهزأ بقوله فخرج موسى من عنده مغتما فجلس في فناء قصره و عليه جبة شعر و نعلان من جلد حمار شراكهما من خيوط شعر بيده العصا ، فامر قارون ان يصب عليه رمادا قد خلط بالماء ، فصب عليه فغضب موسى غضبا شديدا و كان في كتفه شعرات كان إذا غضب خرجت من ثيابه و قطر منها الدم ، فقال موسى يا رب إن لم تغضب لي فلست لك بنبي ، فاوحى الله اليه قد أمرت السماوات و الارض إن تطيعك فمرها بما شئت و قد كان قارون قد أمر أن يغلق باب القصر ، فاقبل موسى فاومأ إلى الابواب فانفجرت و دخل عليه فلما نظر اليه قارون علم انه قد أوتي ، فقال : يا موسى أسألك بالرحم الذي بيني و بينك ، فقال له موسى يا ابن لاوي لا تزدني من كلامك ! يا ارض خذيه ، فدخل القصر بما فيه في الارض و دخل قارون في الارض إلى ركبتيه ، فبكى و حلفه بالرحم ، فقال له موسى يا ابن لاوي لا تزدني من كلامك ، يا ارض خذيه و ابتلعيه بقصره و خزائنه .و هذا ما قال موسى لقارون يوم أهلكه الله فعيره الله بما قاله لقارون ، فعلم موسى ان الله قد عيره بذلك فقال يا رب ان قارون دعاني بغيرك و لو دعاني بك لاجبته ، فقال الله ما قلت يا ابن لاوي لا تزدني من كلامك فقال موسى يا رب لو علمت ان ذلك لك رضى لاجبته ، فقال الله يا موسى و عزتي و جلالي وجودي و مجدي و علو مكاني لو ان قارون كما دعاك دعاني لاجبته و لكنه لما دعاك وكلته إليك ، يا ابن عمران لا تجزع من الموت فاني كتبت الموت على كل نفس و قد مهدت لك