تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
مهادا لو قد وردت عليه لقرت عيناك ، فخرج موسى إلى جبل طور سينا مع وصيه فصعد موسى الجبل فنظر إلى رجل قد اقبل و معه مكتل ( 1 ) و مسحاة ، فقال له موسى ما تريد ؟ قال ان رجلا من أوليآء الله قد توفي فانا احفر له قبرا فقال له موسى أو لا اعينك عليه ؟ قال : بلى قال فحفرا القبر فلما فرغا أراد الرجل ان ينزل إلى القبر فقال له موسى ما تريد ؟ قال ادخل القبر فانظر كيف مضجعه فقال له موسى أنا أكفيك ، فدخله موسى فاضطجع فيه فقبض ملك الموت روحه و انضم عليه الجبل و اما قوله : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين ) فانه حدثني ابي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد الله عليه السلام : يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها ، يا حفص ان الله تبارك و تعالى علم ما العباد عاملون و إلى ما هم صايرون فحلم عنهم عند اعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت ثم تلا قوله : " تلك الدار الآخرة " ..الآية ، و جعل يبكي و يقول ذهبت و الله الامانى عند هذه الآية ثم قال فاز و الله الابرار أ تدري من هم ؟ هم الذين لا يؤذون الذر كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار بالله جهلا يا حفص ! انه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد ، من تعلم و علم و عمل بما علم دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل تعلم لله و عمل لله و علم لله ، قلت جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال قد حد الله في كتابه فقال عز و جل " لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم " ان أعلم الناس بالله اخوفهم لله و أخوفهم له اعلمهم به و أعلمهم به أزهدهم فيها ، فقال له رجل يا ابن رسول الله أوصني .فقال