تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
بثمانية عشرة و الصدقة بعشرة ، ثم ذكر عز و جل عظيم قدرته و تفضله على خلقه فقال ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ) اي ترفعه ( فيبسطه في السماء كيف يشاء و يجعله كسفا ) قال بعضه على بعض ( فترى الودق ) اي المطر ( يخرج من خلاله - إلى قوله - لمبلسين ) اي آيسين ( فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الارض بعد موتها ان ذلك لمحي الموتى ) و هو رد على الدهريه و قوله ( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ) قال في البر فساد الحيوان إذا لم يمطر و كذلك هلاك دواب البحر بذلك و قال الصادق ( ع ) حياة دواب البحر بالمطر فإذا كف المطر ظهر الفساد في البر و البحر و ذلك إذا كثرت الذنوب و المعاصي اخبرنا احمد بن إدريس قال حدثنا احمد بن محمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ميسر عن ابي جعفر ( ع ) قال قلت : ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ، قال ذلك و الله يوم قالت الانصار منا رجل و منكم رجل .و قال على بن إبراهيم في قوله ( الله الذي خلقكم من ضعف ) يعني من نطفة منتنة ضعيفة ( ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا ) و هو الكبر و قوله ( قال الذين اوتوا العلم و الايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ) فان هذه الآية مقدمة و مؤخرة و إنما هي " و قال الذين اوتوا العلم و الايمان في ( من ط ) كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث ) و قوله ( فاصبر ان وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون ) أي لا يغضبنك ، قال كان علي ابن أبي طالب ( ع ) يصلي و ابن الكوا خلفه و أمير المؤمنين ( ع ) يقرأ ، فقال ابن الكوا " و لقد أوحي إليك والي الذين من قبلك لان أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين " فسكت أمير المؤمنين ( ع ) حتى سكت ابن الكوا ثم عاد في قراءته حتى فعل ابن الكوا ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال أمير المؤمنين عليه السلام " فاصبر ان وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون " .