تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
لعلهم يهتدون ) قوله ( يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج اليه ) يعني الامور التي يدبرها و الامر و النهي الذي أمر به و أعمال العباد كل هذا يظهره يوم القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا و قوله ( الذي أحسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الانسان من طين ) قال هو آدم عليه السلام ثم جعل نسله أي ولده من سلالة و هو الصفو من الطعام و الشراب ( من ماء مهين ) قال النطفة المني ( ثم سواه ) أي استحاله من نطفة إلى علقة و من علقة إلى مضغة حتى نفخ فيه الروح و قوله ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي و كل بكم ) فانه حدثني أبي عن ابن ابي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله : لما أسرى بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا و لا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين ، فقلت من هذا يا جبرئيل ؟ فقال : هذا ملك الموت مشغول في قبض الارواح فقلت ادنيني منه يا جبرئيل لاكلمه ، فأدناني منه فقلت له يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه ؟ قال نعم قلت و تحضرهم بنفسك ؟ قال نعم و ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني منها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء و ما من دار في الدنيا إلا و أدخلها في كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله كفى بالموت طامة يا جبرئيل ! فقال جبرئيل إنما بعد الموت أطم و أعظم من الموت .و قوله : ( و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) قال لو شئنا أن نجعلهم كلهم معصومين لقدرنا و قوله ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم ) أي تركناكم و قوله ( تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون ) فانه حدثني ابي عن عبد الرحمن بن ابي نجران عن عاصم بن حميد عن ابي عبد الله عليه السلام قال : ما من عمل حسن يعمله العبد إلا و له ثواب في