تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و هم يهود من بني هارون عليه السلام فلما أجلاهم من المدينة صاروا إلى خيبر و خرج حي بن أخطب و هم إلى قريش بمكة و قال لهم ان محمدا قد وتركم و وترنا و اجلانا من المدينة من ديارنا و أموالنا و أجلا بني عمنا بني قينقاع فسيروا في الارض و اجمعوا حلفاءكم و غيرهم حتى نسير إليهم فانه قد بقي من قومي بيثرب سبعمأة مقاتل و هم بنو قريظة و بينهم و بين محمد عهد و ميثاق و أنا احملهم على نقض العهد بينهم و بين محمد صلى الله عليه و آله و يكونون معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق و هم من أسفل .و كان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين و هو الموضع الذي يسمى بئر المطلب ، فلم يزل يسير معهم حي بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش و كنانة و الاقرع بن حابس في قومه و عباس ابن مرداس في بني سليم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله فاستشار أصحابه و كانوا سبعمأة رجل ، فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة ( 1 ) قال : فما نصنع ؟ قال : نحفر خندقا يكون بيننا و بينهم حجابا فيمكنك منعهم في المطاولة ، و لا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة ، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : أشار سلمان بصواب ، فامر رسول الله صلى الله عليه و آله بحفره من ناحية احد إلى رائح ( راتج ط ) و جعل على كل عشرين خطوة و ثلاثين خطوة قوما من المهاجرين و الانصار يحفرونه ، فامر فحملت المساحي و المعاول و بدأ رسول الله و أخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه و أمير المؤمنين عليه السلام ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله صلى الله عليه و آله و عيي و قال : لا عيش إلا عيش الآخرة أللهم اغفر للانصار و المهاجرين ، فلما نظر الناس