تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فنظر في القدر ثم قال : اغرفي و أبقي ثم نظر في التنور ثم قال : اخرجي و أبقي ثم دعا بصحنة فثرد فيها و غرف ، فقال : يا جابر ادخل علي عشرة فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا ( 1 ) و ما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال : يا جابر علي بالذراع فأتيته بالذراع فأكلوه ثم قال : ادخل علي عشرة فدخلوا فأكلوا حتى نهلوا و ما يرى في القصعة إلا آثار اصابعهم ، ثم قال : علي بالذراع فأكلوا و خرجوا ثم قال : ادخل علي عشرة فأدخلتهم فاكلوا حتى نهلوا و لم ير في القصعة إلا آثار اصابعهم ثم قال : يا جابر علي بالذراع فاتيته فقلت : يا رسول الله كم للشاة من ذراع ؟ قال : ذراعان ، فقلت : و الذي بعثك بالحق نبيا لقد اتيتك بثلاثة ، فقال : اما لو سكت يا جابر لاكلوا الناس كلهم من الذراع ، قال جابر : فاقبلت ادخل عشرة عشرة فدخلوا فيأكلون حتى أكلوا كلهم و بقي و الله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما .قال : و حفر رسول الله صلى الله عليه و آله الخندق و جعل له ثمانية بواب و جعل على كل باب رجلا من المهاجرين و رجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه و قدمت قريش و كنانة و سليم و هلال فنزلوا الرغابة ( 2 ) ففرغ رسول الله صلى الله عليه و آله من حفر الخندق قبل قدوم قريش بثلاثة أيام ، فاقبلت قريش و معهم حي بن أخطب فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل و كانوا في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله صلى الله عليه و آله ، فدق باب الحصن فسمع كعب بن اسد قرع الباب فقال لاهله : هذا اخوك قد شأم قومه و جاء الآن يشأمنا و يهلكنا و يأمرنا بنقض العهد بيننا و بين محمد و قد و فى لنا محمد و أحسن جوارنا ، فنزل اليه من غرفته فقال له : من أنت ؟ قال : حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر ، فقال كعب : بل جئتني بذل الدهر ،