تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و ما أرسلناك إلا كافة للناس ، لاهل الشرق و الغرب و أهل السماء و الارض من الجن و الانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم ؟ قلت : لا أدري ، قال : يا بن بكير ان رسول الله صلى الله عليه و آله لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق و الغرب ؟ قلت : لا أدري ، قال : إن الله تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الارض بريشة من جناحه و نصبها لمحمد صلى الله عليه و آله فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق و الغرب و يخاطب كل قوم بألسنتهم و يدعوهم إلى الله و إلى نبوته بنفسه فما بقيت قرية و لا مدينة إلا و دعاهم النبي صلى الله عليه و آله بنفسه .قال علي بن إبراهيم : ثم حكى الله لنبيه صلى الله عليه و آله قول الكفار من قريش و غيرهم ( و قال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن و لا بالذي بين يديه ) من كتب الانبياء ( و لو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا ) و هم الرؤساء ( لو لا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى ) و هو البيان ( بل كنتم مجرمين ) ثم يقول ( الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل و النهار ) يعني مكرتم بالليل و النهار و قوله ( و أسروا الندامة لما رأوا العذاب ) قال يسرون الندامة في النار إذا رأوا ولي الله فقيل يا ابن رسول الله و ما يغنيهم أسرار الندامة و هم في العذاب قال : يكرهون شماتة الاعداء ، ثم افتخروا على الله بالغني فقالوا ( نحن أكثر أموالا و أولادا و ما نحن بمعذبين ) فرد الله عليهم فقال ( قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر و لكن أكثر الناس لا يعلمون و ما أموالكم و لا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفي إلا من آمن و عمل صالحا ) قال و ذكر رجل عند أبي عبد الله عليه السلام الاغنياء و وقع فيهم ، فقال أبو عبد الله عليه السلام أسكت ! فان الغنى إذا كان وصولا لرحمه بارا بإخوانه أضعف الله له الاجر ضعفين لان الله يقول : " و ما أموالكم و لا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفي إلا من آمن و عمل