تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
ثماره و الارض نباتها فيكون أخضر ضعيفا ثم يجئ من بعده وقت الصيف و هو حار فينضح الثمار و يصلب الحبوب التي هي أقوات العالم و جميع الحيوان ثم يجئ من بعده وقت الخريف فيطيبه و يبرده و لو كان الوقت كله شيئا واحدا لم يخرج النبات من الارض لانه لو كان الوقت كله ربيعا لم تنضج الثمار و لم تبلغ الحبوب و لو كان الوقت كله صيفا لاحترق كل شيء في الارض و لم يكن للحيوان معاش و لا قوت ، و لو كان الوقت كله خريفا و لم يتقدمه شيء من هذه الاوقات لم يكن شيء يتقوت به العالم ، فجعل الله هذه الاقوات في هذه الاربعة الاوقات في الشتاء و الربيع و الصيف و الخريف و قام به العالم و استوى و بقي و سمى الله هذه الاوقات أياما سواء للسائلين يعنى المحتاجين لان كل محتاج سائل و في العالم من خلق الله من لا يسأل و لا يقدر عليه من الحيوان كثير فهم سائلون و ان لم يسألوا .و قوله : ( ثم استوى إلى السماء ) أي دبر و خلق و قد سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عمن كلم الله لا من الجن و لا من الانس فقال السماوات و الارض في قوله : ( إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن ) أي فخلقهن ( سبع سموات في يومين ) يعنى في وقتين ابتداءا و انقضاء ا ( و أوحى في كل سماء امرها ) فهذا وحي تقدير و تدبير ( و زينا السماء الدنيا بمصابيح ) يعني بالنجوم ( و حفظا ) يعني من الشيطان ان يخرق السماء و قوله : ( فان أعرضوا ) يا محمد ( فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود ) و هم قريش و هو معطوف على قوله فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ! و قوله : ( إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ) يعني نوحا و إبراهيم و موسى و عيسى و النبيين ( و من خلفهم ) أنت فقالوا : ( لو شاء ربنا لانزل ملائكة لم يبعث بشرا مثلنا ( فانا بما أرسلتم به كافرون ) و في رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ) و الصرصر الريح الباردة ( في أيام نحسات ) أي أيام مياشيم و قوله : ( و اما ثمود