تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة و هو عرش الله الادنى منها بسط الله الارض واليها يطويها و منها المحشر و منها استوى ربنا إلى السماء أي استولى على السماء و الملائكة ، ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع ؟ قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق و نارا من المغرب و يتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة و يزلف الميعاد و تصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة و فيها الفلق و السجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها و من وجبت له النار دخلها و ذلك قوله " فريق في الجنة و فريق في السعير " فلما أخبر الحسن ( ع ) بصفة ما عرض عليه من الاصنام و تفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية و قال : أشعرت ان ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي مؤازر قد اكرمه الله بمؤازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى و غيره فقد طبع الله على قلبه و آثر دنياه على آخرته و هواه على دينه و هو من الظالمين .قال : فسكت يزيد و خمد قال : فأحسن الملك جائزة الحسن و أكره و قال له : ادع ربك حتى يرزقني دين نبيك فان حلاوة الملك قد حالت بيني و بين ذلك و أظنه سما مرديا و عذابا أليما ، قال : فرجع يزيد إلى معاوية .و كتب اليه الملك انه من آتاه الله العلم بعد نبيه و حكم التوراة و ما فيها و الانجيل و ما فيه و الزبور و ما فيه و الفرقان و ما فيه فألحق و الخلافة له و كتب إلى علي ( ع ) ان الحق و الخلافة لك و بيت النبوة فيك و في ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك فان من قاتلك نجده في الانجيل ان عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين و عليه لعنة أهل السماوات و الارضين .و اما قوله : ( و لو شاء الله لجعلهم امة واحدة ) قال : و لو شاء ان يجعلهم كلهم معصومين مثل ملائكة بلا طباع لقدر عليه ( و لكن يدخل من يشاء في