تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و لا النشور بعد الموت و إنما قالوا نحيا و نموت ( و ما يهلكنا إلا الدهر - إلى قوله - يظنون ) فهذا ظن شك و نزلت هذه الآية في الدهرية و جرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلى الله عليه و آله بأمير المؤمنين واهل بيته عليهم السلام و إنما كان إيمانهم إقرارا بلا تصديق خوفا من السيف و رغبة في المال ، ثم حكى عز و جل قول الدهرية فقال ( و إذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا ان قالوا ائتوا بآبائنا ان كنتم صادقين ) أي انكم تبعثون بعد الموت فقال الله ( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيمة لا ريب فيه و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) و قوله ( و يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ) الذين أبطلوا دين الله و قوله ( وترى كل امة جاثية ) أي على ركبها ( كل امة تدعى إلى كتابها ) قال إلى ما يجب عليهم من أعمالهم ثم قال : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) الآيتان محكمتان .حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد الفزاري عن الحسن بن علي اللؤلؤي عن الحسن بن أيوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ، قال له ان الكتاب لم ينطق و لن ينطق و لكن رسول الله صلى الله عليه و آله هو الناطق بالكتاب قال الله هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق ، فقلت : إنا لا نقرأها هكذا فقال هكذا و الله نزل بها جبرئيل على محمد و لكنه فيما حرف من كتاب الله ، و قال علي بن إبراهيم في قوله ( و قيل اليوم ننساكم ) أي نترككم فهذا نسيان الترك ( كما نسيتم لقاء يومكم هذا و مأواكم النار و ما لكم من ناصرين ذلكم بانكم اتخذتم آيات الله هزوا ) و هم الائمة أي كذبتموهم و استهزأتم بهم ( فاليوم لا يخرجون منها ) يعني من النار ( و لا هم يستعتبون ) أي لا يجاوبون و لا يقبلهم الله ( فلله الحمد رب السموات و رب الارض رب العالمين و له الكبرياء ) يعني القدرة ( في السموات و الارض و هو العزيز الحكيم ) .