تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
يا محمد تركت قومك و قد ضربوا الابنية و أخرجوا العود المطافيل ( 1 ) يحلفون باللات و العزى لا يدعوك تدخل مكة فان مكة حرمهم و فيها عين تطرف أ فتريد ان تبيد أهلك و قومك يا محمد ! فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما جئت لحرب و إنما جئت لاقضي نسكي فانحر بدني و أخلي بينكم و بين لحماتها ، فقال عروة : بالله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت ، فرجع إلى قريش و أخبرهم فقالت قريش و الله لئن دخل محمد مكة و تسامعت به العرب لنذلن و لتجترين علينا العرب .فبعثوا حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه و آله قال : ويح قريش قد نهكتهم الحرب ألا خلوا بيني و بين العرب فان أك صادقا فانما أجر الملك إليهم مع النبوة و ان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب لا يسألني اليوم امرؤ من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلا أجبتهم اليه ، قال : فوافوا رسول الله صلى الله عليه و آله فقالوا : يا محمد ألا ترجع عنا عامك هذا إلى ان ننظر إلى ماذا يصير أمرك و أمر العرب فان العرب قد تسامعت بمسيرك فان دخلت بلادنا و حرمنا استذلتنا العرب و اجترأت علينا و نخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك و تنصرف عنا فأجابهم رسول الله صلى الله عليه و آله إلى ذلك و قالوا له و ترد إلينا كل من جاءك من رجالنا و نرد إليك كل من جاءنا من رجالك فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه و لكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الاسلام و لا يكرهون و لا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الاسلام ، فقبلوا ذلك فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الصلح أنكر عامة اصحابه و أشد ما كان إنكارا فلان فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ فقال : نعم ، قال : فنعطى الذلة ( الدنية ح ) في ديننا !