تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و ركب ، و تسامع الناس بذلك فقالوا ما كان رسول الله صلى الله عليه و آله ليرحل في مثل هذا الوقت فرحل الناس و لحقه سعد بن عبادة فقال : السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته ! فقال و عليك السلام ! فقال ما كنت لترحل في هذا الوقت ؟ فقال أوما سمعت قولا قال صاحبكم ، قالوا وأي صاحب لنا غيرك يا رسول الله ؟ قال عبد الله بن أبي زعم انه ان رجع إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ، فقال يا رسول الله ! فأنت و أصحابك الاعز و هو و أصحابه الاذل ، فسار رسول الله صلى الله عليه و آله يومه كله لا يكلمه أحد ، فأقبلت الخزرج على عبد الله بن أبي يعذلونه ، فحلف عبد الله انه لم يقل شيئا من ذلك ، فقالوا فقم بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله حتى نعتذر اليه ، فلوى عنقه .فلما جن الليل سار رسول الله صلى الله عليه و آله ليله كله و النهار فلم ينزلوا إلا للصلاة فلما كان من الغد نزل رسول الله صلى الله عليه و آله و نزل أصحابه ، و قد أمهدهم الارض من السهر الذي أصابهم فجاء عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فحلف عبد الله انه لم يقل ذلك و انه ليشهد انه لا إله إلا الله وانك لرسول الله و ان زيدا قد كذب علي ، فقبل رسول الله صلى الله عليه و آله منه ، و أقبلت الخزرج على زيد بن ارقم يشتمونه و يقولون له كذبت على عبد الله سيدنا ، فلما رحل رسول الله صلى الله عليه و آله كان زيد معه يقول أللهم انك لتعلم اني لم اكذب على عبد الله بن أبي فما سار إلا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله ما كان يأخذه من البرحاء ( 1 ) عند نزول الوحي عليه فثقل حتى كادت ناقته ان تبرك من ثقل الوحي ، فسري عن رسول الله صلى الله عليه و آله و هو يسكب العرق عن جبهته ثم أخذ باذن زيد بن ارقم فرفعه من الرحل ثم قال : يا غلام صدق قولك و وعى قلبك و أنزل الله فيما قلت قرآنا ، فلما نزل