تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
من جبرئيل عليه السلام نظرة قبل السماء فامتقع لونه حتى صار كأنه كركمة ( 1 ) ثم لاذ برسول الله صلى الله عليه و آله ، فنظر رسول الله صلى الله عليه و آله إلى حيث نظر جبرئيل فإذا شيء قد ملا ما بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب من الارض ( 2 ) ثم قال : يا محمد إني رسول الله إليك أخبرك ان تكون ملكا رسولا أحب إليك أو تكون عبدا رسولا فالتفت رسول الله صلى الله عليه و آله إلى جبرئيل و قد رجع اليه لونه ، فقال جبرئيل : بل كن عبدا رسولا ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : بل أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الاخري فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة ثم هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة كل سماء خطوة و كلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الذر - الصر ( ك ) فالتفت رسول الله صلى الله عليه و آله إلى جبرئيل فقال : لقد رأيتك ذعرا و ما رأيت شيئا كان اذعر لي من تغير لونك ، فقال : يا نبي الله لا تلمني أ تدري من هذا ؟ قال : لا ، قال : هذا اسرافيل حاجب الرب و لم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات و الارض ، فلما رأيته منحطا ظننت انه جاء بقيام الساعة ، فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك ، فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني و نفسي أما رأيته كلما ارتفع صغر انه ليس شيء يدنو من الرب إلا صغر لعظمته ان هذا حاجب الرب و أقرب خلق الله منه و اللوح بين عينيه من يلقوتة حمراء فإذا تكلم الرب تبارك و تعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم يلقيه إلينا فنسعى به في السماوات و الارض انه لادنى خلق الرحمن منه و بينه و بينه سبعون حجابا من نور تقطع دونها الابصار ما لا يعد و لا يوصف واني لاقرب الخلق منه و بيني و بينه مسيرة ألف عام و قوله : ( و ما منع الناس ان يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا ) قال