تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
به فضربوه ضربا مبرحا فلما أيقن الاخ انهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لامرهم طائع فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله ان يصرموه إذا اصبحوا و لو يقولوا إن شاء الله ، فابتلاهم الله بذلك الذنب و حال بينهم و بين ذلك الرزق الذي كانوا اشرفوا عليه فاخبر عنهم في الكتاب فقال : ( إنا بلوناهم - إلى قوله - فأصبحت كالصريم ) قال كالمحترق ، فقال الرجل : يا بن عباس ما الصريم ؟ قال : الليل المظلم ثم قال : لا ضوء له و لا نور فلما اصبح القوم ( تنادوا مصبحين ان اغدوا على حرثكم ان كنتم صارمين ) قال : ( فانطلقوا و هم يتخافتون ) قال الرجل و ما التخافت يا بن عباس ؟ قال : يتسارون بعضهم بعضا لكي لا يسمع احد غيرهم فقالوا ( لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين و غدوا عى حرد قادرين ) و في أنفسهم ان يصرموها و لا يعلمون ما قد حل بهم من سطوات الله و نقمته ( فلما رأوها ) و عاينوا ما قد حل بهم ( قالواءإنا لضالون بل نحن محرومون ) فحرمهم الله ذلك الرزق بذنب كان منهم و لم يظلمهم شيئا فقال أوسطهم : ( ألم أقل لكم لو لا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ) قال : يلومون أنفسهم فيما عزموا عليه ( قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون ) فقال الله : ( كذلك العذاب و لعذاب الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون ) و في رواية ابي الجارود عن ابي جعفر ( ع ) في قوله ( وانك لعلى خلق عظيم ) يقول على دين عظيم ( إنا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة ) ان أهل مكة ابتلوا بالجوع كما ابتلى اصحاب الجنة و هي الجنة التي كانت في الدنيا و كانت في اليمن يقال لها الرضوان على تسعة أميال من صنعاء قوله : ( فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون ) و هو العذاب قوله : ( إنا لضالون ) قال : اخطأوا الطريق قوله : ( لو لا تسبحون ) يقول لو لا تستغفرون .و قال علي بن إبراهيم في قوله ( سلهم أيهم بذلك زعيم ) أي كفيل قوله