تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فهو محكم قال ( و وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين - إلى قوله - و لا يظلم ربك أحدا ) قال يجدون كلما عملوا مكتوبا و قوله ( و ما كنت متخذ المضلين عضدا ) اي ناصرا و قوله ( و جعلنا بينهم موبقا ) اي سترا و قوله ( ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ) اي علموا فهذا ظن يقين و قوله ( و ما منع الناس ان يؤمنوا إذ جاءهم الهدى - إلى قوله - و يجادل الذين كفروا بالباطل ) اي يخاصمون بالباطل ( ليدحضوا به الحق ) اي يدفعوه ( و اتخذوا آياتى - إلى قوله - لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد ) فهو محكم و قوله ( و لن يجدوا من دونه موئلا ) اي ملجأ ( و تلك القرى ) اي أهل القرى ( أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا ) اي يوم القيامة يدخلون النار فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه و آله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا اخبرنا عن العالم الذي امر الله موسى عليه السلام ان يتبعه و ما قصته ؟ فأنزل الله عز و جل ( و إذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ) قال و كان سبب ذلك انه لما كلم الله موسى تكليما و أنزل عليه الالواح و فيها كما قال الله تعالى : و كتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة و تفصيلا لكل شيء رجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم ان الله قد أنزل عليه التوراة و كلمه قال في نفسه ما خلق الله خلقا أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل ان ادرك موسى فقد هلك و أعلمه ان عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجلا أعلم منك فصر اليه و تعلم من علمه ، فنزل جبرئيل على موسى عليه السلام و أخبره فذل موسى في نفسه و علم انه أخطأ و دخله الرعب و قال لوصيه يوشع بن نون : إن الله قد أمرني ان أتبع رجلا عند ملتقى البحرين و أتعلم منه ، فتزود يوشع حوتا مملوحا و خرجا فلما خرجا و بلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه ، فأخرج وصي موسى الحوت و غسله بالماء و وضعه على الصخرة و مضيا و نسيا الحوت و كان ذلك الماء ماء الحيوان فحي الحوت و دخل في الماء فمضى