تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
قال فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الاسد المغضب ، فينبعث في القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق تهلك من ناواه و خالفه ، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق و المغرب ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام و ذلك قوله عز و جل : ( إنا مكنا له في الارض و آتيناه من كل شيء سببا ) اي دليلا ، فقيل له ان لله في ارضه عينا يقال لها عين الحياة لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت حتى الصيحة ، فدعا ذو القرنين الخضر و كان افضل أصحابه عنده و دعا بثلاثمائة و ثلاثين ( و ستين ط ) رجلا و دفع إلى كل واحد منهم سمكة و قال لهم اذهبوا إلى موضع كذا و كذا فان هناك ثلاثمائة و ثلاثين عينا فليغسل كل واحد منكم سمكته في عين عين صاحبه ، فذهبوا يغسلون و قعد الخضر يغسل فانسابت السمكة منه في العين و بقي الخضر متعجبا مما رأى و قال في نفسه ما أقول لذي القرنين ثم نزع ثيابه يطلب السمكة فشرب من مائها و لم يقدر على السمكة فرجعوا إلى ذي القرنين فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه فلما انتهوا إلى الخضر لم يجدوا معه شيئا ، فدعاه و قال له : ما حال السمكة ؟ فأخبره الخبر فقال له : فصنعت ماذا ؟ قال : اغنمست فيها فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها ، قال : فشربت من مائها ؟ قال : نعم ، قال : فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها فقال للخضر : كنت أنت صاحبها .فحدثني ابى عن يوسف بن ابى حماد عن ابى عبد الله عليه السلام قال : لما أسرى برسول الله صلى الله عليه و آله إلى السماء وجد ريحا مثل ريح المسك الاذفر فسأل جبرئيل عليه السلام عنها ، فأخبره انها تخرج من بيت عذب فيه قوم في الله حتى ماتوا ثم قال له : إن الخضر كان من أبناء الملوك فآمن بالله و تخلي في بيت في دار ابيه يعبد الله و لم يكن لابيه ولد غيره فأشاروا على ابيه ان يزوجه فلعل الله ان يرزقه ولدا فيكون الملك فيه و في عقبه فخطب له إمرأة بكرا و أدخلها عليه فلم يلتفت الخضر