تفسیر القمی جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
النخلة اليابسة ( فاتخذت من دونهم حجابا ) قال في محرابها ( فأرسلنا إليها روحنا ) يعني جبرئيل عليه السلام ( فتمثل لها بشرا سويا قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ) يعنى ان كنت من يتقى الله قال لها جبرئيل ( انما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا ) فأنكرت ذلك لانها لم يكن في العادة ان تحمل المرأة من فحل فقالت ( انى يكون لي غلام و لم يمسسني بشر و لم أك بغيا ) و لم يعلم جبرئيل ايضا كيفية القدرة فقال لها ( كذلك قال ربك هو علي هين و لنجعله آية للناس و رحمة منا و كان أمرا مقضيا ) قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى عليه السلام بالليل فوضعته بالغداة و كان حملها تسع ساعات من النهار جعل الله لها الشهور ساعات ثم ناداها جبرئيل عليه السلام و هزي إليك بجذع النخلة اي هزي النخلة اليابسة فهزت ، و كان ذلك اليوم سوق فاستقبلها الحاكة و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم اين النخلة اليابسة ؟ فاستهزؤا بها و زجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم بورا و جعلكم في الناس عارا ثم استقبلها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم مريم جعل الله البركة في كسبكم و أحوج الناس إليكم ، فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى عليه السلام فلما نظرت اليه قالت ( يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا ) ماذا أقول لخالي و ما ذا أقول لبني إسرائيل ( فناديها ) عيسى ( من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ) اي نهرا ( و هزي إليك بجذع النخلة ) اي حركي النخلة ( تساقط عليك رطبا جنيا ) اي طيبا و كانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل ، فمدت يدها إلى النخلة فأورقت و أثمرت و سقط عليها الرطب الطري فطابت نفسها .فقال لها عيسى قمطيني و سويني ثم افعلي كذا كذا فقمطته و سوته و قال لها عيسى ( كلي و اشربي و قري عينا فأما ترين من البشر أحدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما ) و صمتا كذا نزلت ( فلن أكلم اليوم انسيا ) ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها و خرج خالها