جوهر النضید فی شرح التجرید نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الألفاظ و أفرادها و تركيبها و غيرها منالمباحث الكلية المتعلقة بالألفاظ و هذاالبحث غير مختص بالمنطق إذ كل علم ينبغيالبحث فيه عن الألفاظ مطلقا لكونه طريقاإلى تحصيل المعاني و لهذا قدم المصنفالبحث في الألفاظ في هذا الفصل و جعلهمدخلا إلى هذا العلم لا جزءا منه.الثالث الدلالة هي فهم المعنى من اللفظعند إطلاقه أو تخيله بالنسبة إلى العالمبالوضع و هي طبيعية كدلالة أح أح على أذىالصدر و عقلية كدلالة الصوت على المصوت ووضعية مستفادة من وضع الواضع و هي التييبحث عنها هاهنا.و أقسامها ثلاثة مطابقة و هي دلالة اللفظعلى تمام مسماه كدلالة الإنسان علىالحيوان الناطق معا و تضمن و هي دلالةاللفظ على جزء المسمى كدلالة الإنسان علىالحيوان وحده و الناطق وحده و التزام و هيدلالة اللفظ على معنى خارج عن المعنى الذيوضع اللفظ بإزائه كدلالة الإنسان علىالضاحك و قول المصنف محمول على اللازمالمساوي.و اعلم أن جزء المعنى قد ينسب إلى اللفظبأنه معناه فلهذا احترز في المطابقة بذكرالتمام و إن كان لا حاجة إليه.الرابع اعلم أن اللفظ قد يكون مشتركا بينالمعنى و جزئه أو بينه و بين لازمه و حينئذيكون لذلك اللفظ دلالة على ذلك الجزء منجهتين فباعتبار دلالته عليه من حيث الوضعيكون مطابقة و باعتبار دلالته عليه من حيثدخوله في المسمى يكون تضمنا و كذا فيالالتزام فكان الواجب عليه أن يقيد فيالدلالات الثلاث بقوله من حيث هو كذلك وإلا اختلت الرسوم.و لقد أوردت عليه قدس روحه هذا الإشكال وأجاب بأن اللفظ لا يدل بذاته على معناه بلباعتبار الإرادة و القصد و اللفظ حين مايراد منه المعنى المطابقي لا يراد منهالمعنى التضمني فهو إنما يدل على معنىواحد لا غير و فيه نظر.