جوهر النضید فی شرح التجرید نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(قال و منها مواضع عامة مشتركة مثل ما يحكمبلحوق ضد اللاحق بحال لضد الملحوق بتلكالحال أو بعينه لضد تلك الحال أو بلحوقاللاحق بعينه لضد الملحوق بضد تلك الحالكما يقال مثلا إن كان الإحسان إلىالأصدقاء حسنا فالإساءة إلى الأعداء حسنةأو إن كان الإحسان إلى الأصدقاء حسنافالإساءة إلى الأصدقاء قبيحة أو إن كانالإحسان إلى الأصدقاء حسنا فالإحسان إلىالأعداء قبيح) أقول هذه المواضع الثلاثةتتعلق بالمتقابلات و هي عامة مشتركة بينالكليات.أحدها أن يحكم بلحوق ضد اللاحق بحال لضدالملحوق بتلك الحال كقولنا إن كان الإحسانإلى الأصدقاء حسنا فالإساءة إلى الأعداءحسنة فقد حكمنا بلحوق الحسن للإساءة التيضد الإحسان اللاحقة بالأعداء الذي هو ضدالأصدقاء و هذا الحكم و هو الحسن موجودأيضا للضد أعني للإحسان إلى الأصدقاء.فالحاصل من هذا أن الأصدقاء و الأعداءمتضادان و الإساءة و الإحسان متقابلان وكلاهما اشتركا في حكم واحد هو الحسن فأحدالمتقابلين إذا كان على حال الموضوع كانالمقابل الآخر موجودا لمقابل ذلك الموضوععلى تلك الحال أعني إذا كان الإحسان علىحال الحسن للأصدقاء كانت الإساءة ثابتةللأعداء على تلك الحالة.و ثانيها أن يحكم بلحوق ضد اللاحق بحاللعين ذلك الملحوق بضد تلك الحال كقولنا إنكان الإحسان إلى الأصدقاء حسنا فالإساءةإلى الأصدقاء قبيحة فالإحسان أحدالمتقابلين كان حاصلا للأصدقاء الذي هوالموضوع بحال هي الحسن و كان المقابلالآخر و هو الإساءة لعين الموضوع و هوالأصدقاء بضد حال الحسن و هو القبيح.فقد حكمنا بلحوق القبيح الذي هو ضد حالالحسن لضد اللاحق الذي هو الإساءة التي هيضد الإحسان اللاحق لذلك الموضوع بعينهأعني الأصدقاء فالموضوع هاهنا واحد و هوالأصدقاء و الحالان متقابلان بخلافالموضع الأول.و ثالثها أن يحكم بلحوق اللاحق بعينه لضدالملحوق بضد تلك الحال كما تقول إن كانالإحسان إلى الأصدقاء حسنا فالإحسان إلىالأعداء قبيح فالإحسان أحد المتقابلين