تاریخ ابن خلدون جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 2

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«153»

عوام الكهنونية، و جعله كبير الكهنونية،فشق ذلك على الاسكندرة بنت هرقانوس وبنتها مريم زوج هيردوس. و كان بينالإسكندرة و كلوبطرة ملكة مصر مواصلة ومهاداة، و طلبت منها أن تشفع زوجهاانطيانوس في ذلك إلى هيردوس، فاعتذر لههيردوس بأنّ الكواهن لا تعزل، و لو أردناذلك فلا يمكّننا أهل الدين من عزله، فبعثبذلك إلى الإسكندرة. و دست الإسكندرة إلىالرسول الّذي جاء من عند أنطيانوس، وأتحفته بمال فضمن لهم أنّ انطيانوس يعزمعلى هيردوس في بعث أرستبلوس إليه، و رجعإلى أنطيانوس فرغبه في ذلك و وصف له منجماله و أغراه باستقدامه، فبعث فيهأنطيانوس إلى هيردوس و هدّده بالوحشة إنمنعه، فعلم أنه يريد منه القبيح، فقدّمهكهنونا و عزل الأول، و اعتذر لأنطيانوسبأنّ الكوهن لا يمكن سفره، و اليهود تنكرذلك. فأغفل أنطيانوس الأمر و لم يعاود فيه.

و وكل هيردوس بالإسكندرة بنت هرقانوسعهدته من يراعي أفعالها، فاطلع على كتبهاإلى كلوبطرة أن تبعث إليها السفن و الرجاليوصلنها إليها، و أنّ السفن وصلت إلى ساحليافا، و أن الإسكندرة صنعت تابوتين لتخرجفيهما هي و ابنتها على هيئة الموتى. فأرصدهيردوس من جاء بهما من المقابر فيتابوتيهما فوبخهما ثم عفا عنهما. ثم بلغهأنّ أرستبلوس حضر في عيد المظال، فصعد علىالمذبح و قد لبس ثياب القدس و ازدحم الناسعليه و ظهر من ميلهم إليه و محبتهم ما لايعبر عنه، فغص بذلك و اعمل التدبير فيقتله. فخرج في منتزه له بأريحاء في نيسان،و استدعى أصحابه و أحضر أرستبلوس، فطعمواو لعبوا و انغمسوا في البرك يسبحون و عمدغلمان هيردوس إلى أرستبلوس فغمسوه فيالماء حتى شرق و فاض، فاغتم الناس لموته وبكى عليه هيردوس و دفنه، و كان موته لسبععشرة سنة من عمره. و تأكدت البغضاء بينالإسكندرة و ابنتها مريم زوج هيردوس أختهذا الغريق، و بين أمّ هيردوس و أخته، وكثرت شكواهما إليه فلم يشكهما لمكان زوجتهمريم و أمّها منه.

قال ابن كريّون: ثم انتقض أنطيانوس علىأوغسطس قيصر و ذلك انه تزوّج كلوبطرة و ملكمصر، و كانت ساحرة فسحرته و استمالته، وحملته على قتل ملوك كانوا في طاعة الروم، وأخذ بلادهم و أموالهم، و سبي نسائهم وأموالهم و أولادهم.

و كان من جملته هيردوس و توقف فيه خشية منأوغسطس قيصر، لأنه كان يكرمه بسبب ما صنعفي الآخرين، فحمله على الانتقاض والعصيان، ففعل و جمع‏

/ 613