بساحل برقة انتهى و لم يزل ملكهم متصلاإلى أن غلبهم عليه يعرب بن قحطان، واعتصموا بجبال حضرموت إلى أن انقرضوا. وقال صاحب زجار أن ملكهم عاد بن رقيم بنعابر بن عاد الأكبر هو الّذي حارب يعرب بنقحطان، و كان كافرا يعبد القمر، و أنه كانعلى عهد نوح، و هذا بعيد لأن بعثة هود كانتعند استفحال دولتهم أو عند مبتدئها، و غلبيعرب كان عند انقراضها، و كذلك هدد الّذيذكر البخاري أنه ملك برقة إنما هو حافرالخلجان الّذي اعتصم آخرهم بجبل حضرموت، وخبر البخاري مقدم.و قال علي بن العزيز الجرجاني: و كان منملوك عاد يعمر بن شداد، و عبد أبهر بنمعديكرب بن شمد بن شداد بن عاد، و حناد بنمياد بن شمد بن شداد، و ملوك آخرون أبادهمالله و البقاء للَّه وحده. فأما عبيل و همإخوان عاد بن عوص فيما قاله الكلبي، وإخوان عوص بن إرم فيما قاله الطبريّ، وكانت ديارهم بالجحفة بين مكة و المدينة وأهلكهم السيل. و كان الّذي اختط يثرب منهمهكذا قال المسعودي، و قال هو يثرب بنابائلة بن مهلهل بن عبيل. و قال السهيليّإن الّذي اختط يثرب من العماليق، و هو يثرببن ابائلة بن مهلهل بن عبيل. و قالالسهيليّ إن الّذي اختط يثرب من العماليق،و هو يثرب بن مهلايل بن عوص بن عمليق. و أماعبد ضخم بن إرم فقال الطبري كانوا يسكنونالطائف و هلكوا فيمن هلك من ذلك الجيل. وقال غيره إنهم أوّل من كتب بالخط العربيّ.و أمّا ثمود و هم بنو ثمود بن كاثر بن إرمفكانت ديارهم بالحجر و وادي القرى فيمابين الحجاز و الشام، و كانوا ينحتونبيوتهم في الجبال، و يقال لأنّ أعمارهمكان تطول فيأتي البلاء و الخراب علىبيوتهم، فنحتوها لذلك في الصخر، و هي لهذاالعهد، و قد مرّ بها النبيّ صلّى الله عليهوسلّم في غزوة تبوك و نهى عن دخولها كما فيالصحيح، و فيه إشارة إلى أنّها بيوت ثمودأهل ذلك الجيل. و يشهد ذلك ببطلان ما يذهبإليه القصّاص، و وقع مثله للمسعوديّ منأنّ أهل تلك الأجيال كانت أجسامهم مفرطةفي الطول و العظم، و هذه البيوت المشاهدةالمنسوبة إليهم بكلام الصادق صلوات اللهعليه، يشهد بأنّهم في طولهم و عظم حجراتهممثلنا سواء فلا أقدم من عاد و أهل أجيالهمفيما بلغنا.و يقال إنّ أوّل ملوكهم كان عابر بن إرم بنثمود ملك عليهم مائتي سنة. ثم كان من بعدهجندع بن عمرو بن الدبيل بن إرم بن ثمود. ويقال ملك نحوا من ثلاثمائة سنة،