و لما استولى الإسكندر على بلاد فارستخطّاها إلى بلاد السند فملكها و بنى بهامدينة سمّاها الإسكندرية، ثم زحف إلى بلادالهند فغلب على أكثرها و حاربه فور ملكالهند فانهزم و أخذه الإسكندر أسيرا بعدحروب طويلة، و غلب على جميع طوائف الهنود وملك بلاد الصين و السند و ذللت إليه الملوكو حملت إليه الهدايا و الخراج من كل ناحية،و راسله ملوك الأرض من إفريقية و المغرب والافرنجة و الصقالبة و السودان. ثم ملكبلاد خراسان و الترك، و اختط مدينةالإسكندرية عند مصب النيل في البحرالرومي، و استولى على الملوك يقال: علىخمسة و ثلاثين ملكا. و عاد إلى بابل فماتبها، يقال مسموما سمّه عامله على مقدونيةلأنّ أمّه شكته إلى الإسكندر فتوعده فأهدىله سمّا و تناوله فمات لاثنتين و أربعينسنة من عمره، بعد أن ملك اثنتي عشرة سنة،سبعا منها قبل مقتل دارا و خمسا بعده.قال الطبري: و لما مات عرض الملك على ابنهإسكندروس فاختار الرهبانية، فملّك يونانعليهم لوغوس من بيت الملك و لقبه بطليموس.قال المسعودي: ثم سارت هذه التسمية لكل منيملك منهم و مدينتهم مقدونية و ينزلونالاسكندرية، و ملك منهم أربعة عشر ملكا فيثلاثمائة سنة.و قال ابن العميد: كان قسّم الملك في حياتهبين أربعة من أمرائه بطليموس فليادا (1) كانعلى الاسكندرية و مصر و المغرب، و فيلفوسبمقدونية و ما إليها من ممالك الروم و هوالّذي سمّ الإسكندر، و دمطرس بالشام، وسلقنوس (2) بفارس و المشرق. فلما مات استبدّكلّ واحد بناحيته.و كتب أرسطو شرح كتاب هرمس و ترجمه مناللسان المصري إلى اليوناني، و شرح ما فيهمن العلوم و الحكمة و الطلسمات. و كتابالأسطماخيس يحتوي على عبادة الأول، و ذكرفيه أنّ أهل الأقاليم السبعة كانوا يعبدونالكواكب السيّارة. كل إقليم لكوكب، ويسجدون له و يبخّرون و يقرّبون و يذبحون، وروحانية ذلك الكوكب تدبرهم بزعمهم. و كتابالأستماطس يحتوي على فتح المدن و الحصونبالطلسمات و الحكم، و منها طلسمات لا نزالالمطر و جلب المياه. و كتب الأشطرطاش فيالاختيارات على سرى القمر في المنازل والاتصالات، و كتب أخرى في منافع(1) و في نسخة اخرى: بطليموس فلدلغوس.(2) و في نسخة اخرى سلقوس.