حاربوا ألغماس فكانت حربهم سجالا، إلى أنخرج بولس (1) بن غايش و معه ابن عمه لو جياربن مدكة إلى جهة الأندلس، و حارب من كانبها من الإفرنج و الجلالقة إلى أن ملكبرطانية (2) و اشبونة (3) و رجع إلى رومة، واستخلف على الأندلس أكتبيان ابن أخيهيونان. فلما وصل إلى رومة و شعر الوزراءأنه يروم الاستبداد عليهم فقتلوه.فزحف اكتبيان ابن أخيه من الأندلس فأخذبثأره و ملك رومة و استولى على أرضقسطنطينية و فارس و إفريقية و الأندلس، وعمه يولش (4) هو الّذي تسمّى قيصر فصار سمةلملوكهم من بعده. و أصل هذا الاسم جاشرفعرّبته العرب إلى قيصر، و لفظ جاشر مشتركعندهم فيقال جاشر للشعر و زعموا أنّ يولشولد شعره نام يبلغ عينيه، و يقال أيضاللمشقوق جاشر، و زعموا أنّ قيصر ماتت أمّهو هي مقرب (5) فبقر بطنها و استخرج يولس، والأوّل أصحّ و أقرب إلى الصواب.و كانت مدّة يولس قيصر خمس سنين، و لماولّى قيصر أكتبيان (6) ابن أخته انفرد بملكالناحية الشمالية من الأرض، و وفد عليهرسل الملوك بالمشرق يرغبون في ولايته ويضرعون إليه في السلم فاسعفهم، و دانت لهأقطار الأرض، و ضرب الإتاوة على أهلالآفاق من الصغر. و كان العامل على اليهودبالشام من قبله هيردوس بن أنظفتر، و علىمصر ابنه غايش. و ولد المسيح لاثنتين وأربعين سنة خلت من ملكه. و هلك قيصرأكتبيان لست و خمسين من ملكه بعد سبعمائة وخمسين سنة لبناء رومة و خمسة آلاف و مائتينلمبدإ الخليقة انتهى كلام هروشيوش.و أما ابن العميد مؤرخ النصارى فذكر عنمبدإ هؤلاء القياصرة أنّ أمر رومة كانراجعا إلى الشيوخ الذين يدبّرون أمرهم، وكانوا ثلاثمائة و عشرين رجلا لأنهم كانواحلفوا أن لا يولّوا عليهم ملكا، فكانتدبيرهم يرجع إلى هؤلاء و كانوا يقدّمونواحدا منهم و يسمّونه الشيخ، و انتهىتدبيرهم في ذلك الزمان إلى أغانيوسفدبّرهم أربع(1) و في نسخة اخرى: يوليوس بن غايش.(2) هي بريتانيا مقاطعة فرنسية تقع فيالشمال الغربي.(3) و هي لشبونة في الأندلس.(4) و هو يوليوس قيصر.(5) الحامل التي قرب ولادها (قاموس).(6) هو أوكتاف.