ثم أتاهما عبد الله بن أريقط بعد ثلاثبراحلتهما (1) فركبا، و أردف أبو بكر عامربن فهيرة، و أتتهما أسماء بسفرة لهما و شقتنطاقها و ربطت السفرة فسميت ذات النطاقين.و حمل أبو بكر جميع ماله نحو ستة آلافدرهم، و مرّوا بسراقة بن مالك بن جعشمفاتبعهم ليردّهم، و لمّا رأوه دعا عليهرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فساختقوائم فرسه في الأرض، فنادى بالأمان و أنيقفوا له. و طلب من النبي أن يكتب له كتابافكتبه أبو بكر بأمره، و سلك الدليل من أسفلمكّة على الساحل أسفل من عسفان (2) و أمج وأجاز قديدا الى العرج ثم إلى قبا من عواليالمدينة.و وردوها قريبا من الزوال يوم الإثنينلاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل، و خرجالأنصار يتلقونه و قد كانوا ينتظرونه حتىإذا (3) قلصت الظلال رجعوا إلى بيوتهم.فتلقوه مع أبي بكر في ظلّ نخلة، و نزل عليهالسلام بقبا على سعد بن خيثمة، و قيل علىكلثوم بن الهدم (4)، و نزل أبو بكر بالسخ فيبني الحرث بن خزرج على خبيب بن أسد، و قيلعلى خارجة بن زيد. و لحق بهم عليّ رضي اللهعنه من مكّة بعد أن ردّ الودائع للناس التيكانت عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،فنزل معه بقبا.و أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّمهنالك أياما ثم نهض لما أمر الله و أدركتهالجمعة في بني سالم بن عوف، فصلّاها فيالمسجد هنالك و رغب إليه رجال بني سالم أنيقيم عندهم، و تبادروا إلى خطام ناقتهاغتناما لبركته. فقال عليه السلام: خلّواسبيلها فإنّها مأمورة، ثم مشى و الأنصارحواليه إلى أنّ مرّ بدار بني بياضة،فتبادر إليه رجالهم يبتدرون خطام الناقة،فقال: دعوها فإنّها مأمورة. ثم مرّ بداربني ساعدة فتلقّاه رجال و فيهم سعد بنعبادة و المنذر بن عمرو و دعوه كذلك و قاللهم مثل ما قال للآخرين. ثم إلى دار بنيحارثة (5) بن الخزرج فتلقّاه سعد بن الربيعو خارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة. ثم مرّببني عديّ بن النجار أخوال عبد المطلبففعلوا و قال لهم مثل ذلك، إلى أن أتي داربني مالك بن النجار فبركت ناقته على بابمسجده اليوم و هو يومئذ لغلامين منهم فيحجر معاذ بن عفراء اسمهما سهل و سهيل و فيهخرب و نخل و قبور للمشركين و مربد، ثم(1) و في نسخة ثانية: براحلتيهما.(2) و في النسخة الباريسية: من غسّان.(3) و في نسخة ثانية: الى ان.(4) و في النسخة الباريسية: ابن المنذر.(5) و في النسخة الباريسية: بني الحرث.