بركت الناقة و بقي على ظهرها و لم ينزلفقامت و مشت غير بعيد و لم يثنها، ثمالتفتت خلفها و رجعت إلى مكانها الأوّلفبركت و استقرّت و نزل رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم عنها. و حمل أبو أيوب رحله إلىداره فنزل عليه و سأل عن المربد و أراد أنيتخذه مسجدا، فاشتراه من بني النجّار بعدأن وهبوه إياه فأبى من قبوله، ثم أمربالقبور فنبشت و بالنخل فقطعت، و بنيالمسجد باللبن و جعل عضادتيه الحجارة وسواريه جذوع النخل و سقفه الجريد، و عملفيه المسلمون حسبة (1) للَّه عزّ و جلّ.ثم وداع اليهود و كتب بينه و بينهم كتابصلح و موادعة شرط فيه لهم و عليهم.ثم مات أسعد بن زرارة و كان نقيبا لبنيالنجّار فطلبوا إقامة نقيب مكانه، فقالأنا نقيبكم، و لم يخص بها منهم آخر دون آخرفكانت من مناقبهم. ثم لما رجع عبد الله بنأريقط إلى مكة أخبر عبد الله بن أبي بكربمكانه فخرج و معه عائشة أخته و أمها أمرومان و معهم طلحة بن عبيد الله (2) فقدمواالمدينة و تزوّج رسول الله صلّى الله عليهوسلّم عائشة بنت أبي بكر و بنى بها في منزلأبي بكر بالسنح. و بعث رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم أبا رافع إلى بناته و زوجتهسودة بنت زمعة فحملاهنّ (3) إليه من مكة، وبلغ الخبر بموت أبي أحيحة و الوليد بنالمغيرة و العاص بن وائل من مشيخة قريش. ثمآخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينالمهاجرين و الأنصار، فآخى بين جعفر بنأبي طالب و هو بالحبشة و معاذ بن جبل، و بينأبي بكر الصديق و خارجة بن زيد، و بين عمربن الخطّاب و عثمان بن مالك من بني سالم (4)،و بين أبي عبيدة بن الجرّاح و سعد بن معاذ،و بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن الربيع، وبين الزبير بن العوام و سلمة بن سلامة بنوقش، و بين طلحة بن عبيد الله و كعب بنمالك، و بين عثمان بن عفّان و أوس بن ثابتأخي حسان، و بين سعيد بن زيد و أبي بن كعب،و بين مصعب بن عمير و أبي أيوب، و بين أبيحذيفة بن عتبة و عباد بن بشر بن وقش من بنيعبد الأشهل، و بين عمار بن ياسر و حذيفة بناليمان العنسيّ حليف بني عبد الأشهل و قيلبل ثابت بن قيس بن شمّاس، و بين أبي ذرالغفاريّ(1) و في النسخة الباريسية: حسنة.(2) و في النسخة الباريسية: عبد الله.(3) الأصح ان يقول جملهن.(4) و في نسخة اخرى: بني سهم.