تاریخ ابن خلدون جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 2

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«448»

فعظم ذلك على المسلمين حتى تكلم فيهبعضهم، و قد كان النبيّ صلّى الله عليهوسلّم علم أنّ هذا الصلح سبب لأمن الناس وظهور الإسلام، و أنّ الله يجعل فيه فرجاللمسلمين و هو أعلم بما علمه ربه. و كتبالصحيفة عليّ، و كتب في صدرها هذا ما قاضيعليه محمد رسول الله صلّى الله عليهوسلّم، فأبي سهيل عن ذلك و قال لو نعلم أنكرسول الله ما قاتلناك، فأمر رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم عليّا أن يمحوها،فأبى و تناول هو الصحيفة بيده و محا ذلك وكتب محمد بن عبد الله. و لا يقع في ذهنك منأمر هذه الكتابة ريب فإنّها قد ثبتت فيالصحيح، و ما يعترض في الوهم من أنّ كتابتهقادحة في المعجزة فهو باطل، لأنّ هذهالكتابة إذا وقعت من غير معرفة بأوضاعالحروف و لا قوانين الخطّ و أشكالها بقيتالأمية على ما كانت عليه، و كانت هذهالكتابة الخاصة من إحدى المعجزات انتهى.

ثم أتى أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده وكان قد أسلم، فقال سهيل: هذا أوّل ما نقاضيعليه. فرده رسول الله صلّى الله عليه وسلّمإلى أبيه و عظيم ذلك على المسلمين، و أخبرالنبي صلّى الله عليه وسلّم أبا جندل أنّالله سيجعل له فرجا، و بينما هم يكتبونالكتاب إذ جاءت سرية من جهة قريش قيل مابين الثلاثين و الأربعين يريدون الإيقاعبالمسلمين، فأخذتهم خيول المسلمين وجاءوا بهم إلى رسول الله صلّى الله عليهوسلّم فأعتقهم فإليهم ينسب العتقيون (1).

و لما تم الصلح و كتابه أمر رسول الله صلّىالله عليه وسلّم أن ينحروا و يحلقوافتوقفوا، فغضب حتى شكى إلى زوجته أم سلمةفقالت: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّمأخرج و انحر و احلق فإنّهم تابعوك (2). فخرجو نحر و حلق رأسه حينئذ خراش بن أميةالخزاعي، ثم رجع رسول الله صلّى الله عليهوسلّم إلى المدينة، و ما فتح من قبله فتحكان أعظم من هذا الفتح. قال الزهري: لما كانالقتال حيث لا يلتقي الناس (3). فلمّا كانتالهدنة و وضعت الحرب أوزارها و أمن الناسبعضهم بعضا فالتقوا و تفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام أحدا يفعلشيئا إلّا دخل عليه (4)، فلقد دخل في ذينكالسنتين في الإسلام مثلما قبل ذلك أو أكثر.

(1) و في نسخة ثانية: العتيقيون.

(2) و في نسخة ثانية: متابعوك.

(3) و في النسخة الباريسية: إنما كان القتالحيث يبتغي الناس.

(4) و في نسخة ثانية: دخل فيه.

/ 613