من المسلمين فإذا جاءوك قاقرهم و دعالتجري و إني أدعوك و جنودك إلى الله فلقدبلغت و نصحت فاقبلوا نصحي و السلام على مناتبع الهدي». فكتب إليه النجاشيّ «إلىمحمد رسول الله من النجاشيّ الأصحم ابنالحرّ (1) سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله و بركاته أحمد الله الّذي لا إلهإلّا هو الّذي هدانا للإسلام أمّا بعد فقدبلغني كتابك يا رسول الله فما ذكرت من أمرعيسى فو ربّ السماء و الأرض ما نزيد بالرأيعلى ما ذكرت أنه كما قلت و قد عرفنا ما بعثتبه إلينا، و قد قرّبنا ابن عمك و أصحابهفأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا فقدبايعتك و بايعت ابن عمك و أسلمت للَّه ربالعالمين و قد بعثت إليك بابني أرخا (2)الأصحم فإنّي لا أملك إلّا نفسي إن شئت أنآتيك فعلت يا رسول الله، فإنّي أشهد أنّالّذي تقول حق و السلام عليك يا رسولالله». فذكر أنه بعث ابنه في ستين منالحبشة في سفينة فغرقت بهم.(و قد جاء) أنه أرسل إلى النجاشي (3) ليزوّجهأم حبيبة، و بعث إليها بالخطبة جاريتهفأعطتها أوضاحا و فتخا و وكلت خالد بن سعيدبن العاص فزوّجها، و دفع النجاشي إلى خالدبن سعيد أربعمائة دينار لصداقها، و جاءتإليها بها الجارية فأعطتها منها خمسينمثقالا، فردت الجارية ذلك بأمر النجاشي. وكانت الجارية صاحبة دهنه و ثيابه و بعثإليها نساء النجاشي بما عندهن من عود وعنبر و أركبها في سفينتين مع بقيةالمهاجرين، فلقوا النّبي صلّى الله عليهوسلّم بخيبر، و بلغ أبا سفيان تزويج أمحبيبة منه فقال: ذلك الفحل الّذي لا يقدعأنفه.و كتب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهذه السنة إلى كسرى، و بعث بالكتاب عبدالله بن حذافة السهميّ و فيه: «بسم اللهالرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرىعظيم فارس سلام على من اتبع الهدى و آمنباللَّه و رسله أمّا بعد فإنّي رسول اللهإلى الناس كافة لينذر من كان حيّا أسلمتسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس.» فمزّقكسرى كتاب النبيّ صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم مزّق الله ملكه. و في رواية ابنإسحاق بعد قوله «و آمن باللَّه و رسله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده و رسوله و أدعوك بدعايةالله فإنّي أنا رسول الله إلى(1) و في النسخة الباريسية: ابن الجر.(2) و في النسخة الباريسية: أرعاز.(3) و في النسخة الباريسية: و عن الواقديانه أرسل الى النجاشي.