فاجتمع المسلمون و الكفار في الخندق، وصالح شيرزاد على أن يلحقوه بمأمنه و يخليلهم عن البلد و ما فيها، فلحق ببهمنحاذويه. ثم استخلف خالد على الأنبارالزبرقان ابن بدر، و سار إلى عين التمر وبها بهرام (1) بن بهرام جوبين في جمع عظيم منالعجم، و عقبة بن أبي عقبة في جمع عظيم منالعرب، و حولهم طوائف من النمر و تغلب وإياد و غيرهم من العرب. و قال عقبة لبهرام:دعنا و خالدا فالعرب أعرف بقتال العرب.فتركه لذلك و اتقى به و سار عقبة إلى خالد وحمل خالد عليه و هو يقيم صفوفه، فاحتضنه وأخذه أسرا و انهزم العسكر عن غير قتال وأسر أكثرهم. و بلغ الخبر إلى بهرام (2) فهربو ترك الحصن و تحصن به المنهزمون، واستأمنوا لخالد فأبى، فنزلوا على حكمهفقتلهم أجمعين، و عقبة معهم.و غنم ما في الحصن و سبى عيالهم (3) وأولادهم و أخذ من البيعة و هي الكنيسةغلمانا كانوا يتعلمون الإنجيل ففرّقهم فيالناس منهم: سيرين أبو محمد و نصير أبوموسى و حمران مولى عثمان، و بعث إلى أبيبكر بالفتح و الخمس. و قتل من المسلمينعمير ابن رباب السهمي من مهاجرة الحبشة وبشير بن سعد والد النعمان.و لما فرغ خالد من عين التمر وافق وصولكتاب عياض بن غنم و هو على من بإزائه مننصارى العرب بناحية دومة الجندل و همبهرام (4) و كلب و غسان و تنوخ و الضجاعم، وكانت رياسة دومة لأكيدر بن عبد الملك والجودي بن ربيعة يقتسمانها، و أشار أكيدربصلح خالد فلم يقبلوا منه فخرج عنهم، و بلغخالد مسيره فأرسل من اعترضه فقتله و أخذ مامعه، و سار خالد فنزل دومة و عياض عليها منالجهة الأخرى، و خرج الجودي لقتال خالد وأخرج طائفة أخرى لقتال عياض، فانهزموا منالجهتين إلى الحصن فأغلق دونهم و قتلالجودي و افتتح الحصن عنوة فقتل المقاتلةو سبى الذرية.(1) و في نسخة ثانية: فهران بن بهرام.(2) و في نسخة ثانية: مهران.(3) و في نسخة ثانية: أهليهم.(4) و في نسخة ثانية: بهرا.