خالد نفسه يرحم الله أبا بكر هو كان أعلممني بالرجال». و قد كان عزل خالدا و المثنىبن حارثة خشية أن يداخلهما كبر من تعظيمفوكلوا إليه، ثم رجع عن رأيه في المثنى عندقيامه بعد أبي عبيد، و في خالد بعد قنسرينفرجع خالد إلى إمارته.و لما فرغ أبو عبيدة من قنسرين سار إلى حلبو بلغه أن أهل قنسرين غدروا فبعث إليهمالسمط الكندي فحاصرهم و فتح و غنم، و وصلأبو عبيدة إلى خناصر (1) حلب و هو موضع قريبمنها يجمع أصنافا من العرب، فصالحوا علىالجزية ثم أسلموا بعد ذلك. ثم أتى حلب و كانعلى مقدّمته عياض بن غنم الفهري فحاصرهمحتى صالحوه على الأمان، و أجاز ذلك أبوعبيدة، و قيل صولحوا على مقاسمة الدور والكنائس، و قيل انتقلوا إلى انطاكية حتىصالحوا و رجعوا إلى حلب.ثم سار أبو عبيدة من حلب إلى أنطاكية و بهاجمع كبير من فل قنسرين و غيرهم و لقوةقريبا منها فهزمهم و أحجرهم و حاصرهم حتىصالحوه على الجلاء أو الجزية و رحل عنهم،ثم نقضوا فبعث أبو عبيدة إليهم عياض بن غنمو حبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول وكانت عظيمة الذكر، فكتب عمر إلى أبي عبيدةأن يرتب فيها حامية مرابطة و لا يؤخر عنهمالعطاء (2). ثم بلغ أبا عبيدة أن جمعا بالرومبين معرة مصرين و حلب فسار إليهم فهزمهم وقتل بطارقتهم، و أمعن بل و أثخن فيهم، وفتح معرة مصرين على صلح حلب. و جالت خيولهفبلغت سرمين و تيري و غلبوا على جميع أرضقنسرين و أنطاكية، ثم فتح حلبة ثانية.و سار يريد قورس، و على مقدمته عياض،فصالحوه على صلح أنطاكية. و بث خيله ففتحتل نزار و ما يليه، ثم فتح منبج على يدسلمان بن ربيعة الباهلي، ثم بعث عياضا إلىدلوك و عينتاب فصالحهم على مثل منبج واشترط عليهم أن يكونوا عونا للمسلمين.و ولى أبو عبيدة على كل ما فتح من الكورعاملا و ضم إليه جماعة و شحن الثغورالمخوفة بالحامية. و استولى المسلمون علىالشام من هذه الناحية إلى الفرات، و عادأبو عبيدة إلى فلسطين.و بعث أبو عبيدة جيشا مع ميسرة بن مسروقالعبسيّ، فسلكوا درب تفليس إلى بلاد الرومفلقي جمعا للروم و معهم عرب من غسان و تنوخو إياد يريدون اللحاق بهرقل(1) و في نسخة ثانية: حاضر.(2) و في النسخة الابريسية: و لا يجبي منهمالعطاء.