الموصل، فلقيه كتاب عثمان بأن الرومأجلبوا على معاوية بالشام فابعث إليهمرجلا من أهل النجدة و البأس في عشرة آلافعند قراءة المكتوب (1)، فبعث الوليد الناسمع سلمان بن ربيعة ثمانية آلاف و مضوا إلىالشام و دخلوا أرض الروم مع حبيب بن مسلمة،فشنوا عليهم الغارات و استفتحوا الحصون، وقيل إنّ الّذي أمدّ حبيب بن مسلمة بسلمانبن ربيعة هو سعيد بن العاص، و ذلك أنّعثمان كتب إلى معاوية أن يغزي حبيب بنمسلمة في أهل الشام أرمينية فبعثه و حاصرقاليقلا حتى نزلوا على الجلاء أو الجزية،فجلى كثير الى بلاد الروم و أقام فيها فيمنمعه أشهرا. ثم بلغه أن بطريق أرميناقس و هيبلاد مطلية و سيواس و قونية إلى خليجقسطنطينية قد زحف إليه في ثمانين ألفا،فاستنجد معاوية فكتب إلى عثمان فأمر سعيدبن العاص بإمداد حبيب فأمدّه بسلمان فيستة آلاف، و بيّت الروم فهزمهم و عاد الىقاليقلا، ثم سار في البلاد فجاء بطريقخلاط و بيده أمان عيّاض بن غنم و حمل ماعليهم من المال فنزل حبيب خلاط، ثم سارمنها فصالحه صاحب السيرجان (2) ثم صاحبأردستان (3) ثم صالح أهل ديبل بعد الحصار،ثم أهل بلاد السيرجان كلهم. ثم أتى أهلشمشاط فحاربوه فهزمهم و غلب على حصونهم،ثم صالحه بطريق خرزان (4) على بلاده و سارإلى تفليس فصالحوه و فتح عدّة حصون و مدنتجاورها. و سار ابن ربيعة الباهلي إلىأرّان فصالح أهل البيلقان على الجزية والخراج، ثم أهل بردعة كذلك و قراها.و قاتل أكراد البوشنجان و ظفر بهم و صالحبعضهم على الجزية، و فتح مدينة شمكور و هيالتي سميت بعد ذلك المتوكليّة، و سارسلمان حتى فتح فلية و صالحه صاحب كسكر علىالجزية و ملك شروان و سائر ملوك الجبال الىمدينة الباب و انصرفوا. ثم غزا معاويةالروم و بلغ عمّورية و وجد ما بين انطاكيةو طرسوس من الحصون خاليا فجمع فيهاالعساكر حتى رجع و خرّبها.(1) و في نسخة اخرى: الكتاب.(2) و في النسخة الباريسية: السفرخان.(3) و في النسخة الباريسية: أزد شاط.(4) و في النسخة الباريسية: خزران.