الكتاب و السنّة نبذنا أمرهما و نحن علىالأمر الأول فقالوا: إنا كفرنا بالتحكيم وقد تبنا فان تبت أنت فنحن معك و ان أبيت فقدنابذناك، فقال: كيف أحكم على نفسي بالكفربعد إيماني و هجرتي و جهادي ثم انصرف عنهم.و قيل إنّ عليّا خطبهم و أغلظ عليهم فيمافعلوه من الاستعراض و القتل فتنادوا لاتكلموهم و تأهّبوا للقاء الله. ثم قصدواجسر الخوارج و لحقهم عليّ دونه، و قد عبّىأصحابه: و على ميمنته حجر بن عديّ و علىميسرته شبث بن ربعي أو معقل بن قيس و علىالخيل أبو أيوب و على الرجالة أبو قتادة وعلى أهل المدينة سبعمائة أو ثمانمائة قيسبن سعد. و عبأت نحوه الخوارج: على ميمنتهمزيد بن حصين الطائي و على الميسرة شريح بنأوفى العنسيّ (1) و على الخيل حمزة بن سنانالأسدي و على الرجالة حرقوص بن زهير.و دفع عليّ إلى أبي أيوب راية أمانا لهملمن جاءها ممن لم يقتل و لم يستعرض فناداهمإليها و قال: من انصرف الى الكوفة والمدائن فهو آمن. فاعتزل عنهم فروة بن نوفلالأشجعيّ في خمسمائة و قال أعتزل حتى يتضحلي أمر في قتال عليّ فنزل الدسكرة، و خرجآخرون إلى الكوفة، و رجع آخرون إلى عليّ وكانوا أربعة آلاف، و بقي منهم ألف وثمانمائة فحمل عليهم عليّ و الناس حتىفرّقهم (2) على الميمنة و الميسرة. ثماستقبلتهم الرماة و عطفت عليهم الخيل منالمجنبتين و نهض إليهم الرجال بالسلاحفهلكوا كلهم في ساعة واحدة كأنما قيل لهمموتوا، و قتل عبد الله بن وهب و زيد بن حصنو حرقوص بن زهير و عبد الله بن شجرة و شريحبن أوفى. و أمر عليّ أن يلتمس المخدج فيقتلاهم و هو الّذي ذكره رسول الله صلّىالله عليه وسلّم في علاماتهم فوجد فيالقتلى فاعتبر (3) عليّ و كبر و استنصرالناس، و أخذ ما في عسكرهم من السلاح والدواب فقسمه بين المسلمين و ردّ عليهمالمتاع و الإماء و العبيد. و دفن عدي بنحاتم ابنه طرفة و رجالا من المسلمين فنهىعلي عن ذلك، و ارتحل و لم يفقد من أصحابهإلّا سبعة أو نحوهم.و شكا إليه الناس الكلال و نفوذ السهام والرماح و طلبوا الرجوع إلى الكوفةليستعدوا(1) و في النسخة الباريسية: العبسيّ.(2) و في النسخة الباريسية: فحملوا علىالناس حتى فرّقوهم.(3) الأصح ان يقول استعبر (من العبرة).