عند خروجهم من مصر. و قد ذكرنا انه كانأوصى بذلك عند موته. و قال الطبريّ: إنّهبعد فتح أريحاء نهض الى بلد عاي من ملوككنعان، فقتل الملك و أحرق المدينة، وتلقاه خيقون ملك عمّان، و بارق ملكأورشليم بالجزي و استذمّوا (3) بأمانهفأمنهم. و زحف إلى خيقون ملك الأرمانيّينمن نواحي دمشق فاستنجد بيوشع، فهزم يوشعملك الأرمن إلى حوران و استلحمهم و صلبملوكهم، و تتبع سائر الملوك بالشامفاستباح منهم واحدا و ثلاثين ملكا. و ملكقيساريّة، و قسم الأرض التي ملكها بين بنيإسرائيل، و أعطى جبل المقدس لكالب ابنيوفنّا فسكن مدينة أورشليم، و أقام مع بنييهودا، و وضع القبّة التي فيها تابوتالعهد و المذبح و المائدة و المنارة علىالصخرة التي في بيت المقدس. و أما بنوأفرايم فكانوا يأخذون الجزية منالكنعانيين، ثم قبض يوشع و في سفر الحكّامأنه قبض لثمان و عشرين سنة من ملكه، و هوابن مائة و عشرين سنة. و قال الطبريّ: ابنمائة و ستة و عشرين سنة. و الأول أصح. قال: وكان تدبير يوشع لبني إسرائيل في زمنمنوشهر عشرين سنة، و في زمن أفراسياب سبعسنين. و قال أيضا: إنّ ملك اليمن شمر بنالأملوك من حمير كان لعهد موسى و بني ظفّارو أخرج منها العمالقة. و يقال أيضا: كان منعمّال الفرس على اليمن. و زعم هشام بن محمدالكلبي أن الفلّ من الكنعانيين بعد يوشعاحتملهم أفريقش بن قيس بن صيفي من سواحلالشام، في غزاته الى المغرب التي قتل فيهاجرجيس الملك، و أنه أنزلهم بإفريقية،فمنهم البربر و ترك معهم صنهاجة و كتامة منقبائل حمير انتهى.و قام بأمر بني إسرائيل بعد يوشع كالب بنيوفنّا بن حصرون بن بارص بن يهودا و قد مرّنسبه، و كان فنحاص بن العيزر بن هارونكوهنا، يتولى أمر صلاتهم و قربانهم، ثمتنبأ و تنبّأ أبوه العيزر و كان كالب مضعفافأقاما كذلك سبع عشرة سنة. و قال الطبريّكان مع كالف في تدبيرهم حزقيل بن يودي، ويقال له ولد العجوز لأنه ولد بعد أن كبرتأمّه و عقمت. و حدث عن وهب بن منبّه أنّحزقيل هذا دبّرهم بعد كالب و لم يقع لهذاذكر في سفر الحكّام. ثم بعد يوشع اجتمع بنويهودا و بنو شمعون لحرب الكنعانيين،فغلبوهم و قتلوهم، و فتحوا أورشليم وقتلوا ملكها، ثم فتحوا غزّة و عسقلان وملكوا الجبل كله، و لم يقتلوا الغور. و أماسبط بنيامين فكان في قسمهم(3) اي دخلوا في ذمته.