ترس من الذهب، في كل ترس ستمائة من حجرالجوهر و الزمرد، و ثلاثمائة درقة منالذهب، في كل درقة ثلاثمائة من حجرالياقوت، و سمى هذا البيت غيضة لبنان.و صنع منبرا لجلوسه تحت رواق و كراسيكثيرة كلها من العاج ملبسة من الذهب. ثمبنى من فوق هذا البناء بيتا لابنة فرعونالتي تزوج بها، و صنع بها أوعية النحاسلسائر ما يحتاج إليه بالبيت، و استرضىالصناع لذلك من مدينة صور. و عمل مذبحالقربان بالبيت من الذهب، و مائدة الخبزالوجوه من الذهب، و خمس منابر عن بمينالهيكل، و خمسا عن يساره بجميع آلاتها منالذهب، و مجامر من الذهب.و أحضر موروث أبيه من الذهب و الفضة والأوعية الحسنة فأدخلها إلى البيت، و بعثإلى تابوت العهد من صهيون قرية داود إلىالبيت الّذي بناه له، فحمله رؤساء الأسباطو الكهنونية على كواهلهم حتى وضعوه تحتأجنحة التمثالين للكروبيين بالمسجد. و كانفي التابوت اللوحان من الحجارة اللذينصنعهما موسى عليه السلام بدل الألواحالمنكسرة، و حملوا مع تابوت العهد قبةالقربان و أوعيتها إلى المسجد.و أقام سليمان أمام المذبح يدعو في يوممشهود، اتخذ فيه وليمة لذلك ذبح فيهااثنتين و عشرين ألفا من البقر، ثم كانيقرّب ثلاث مرات من السنة قرابين و ذبائحكاملة، و يبخر البخور و جميع الأوعية لذلككلها ذهب. و كانت جبايته في كل سنة ستمائةقنطار و ستة و ستون قنطارا من الذهب، غيرالهدايا و القربان إلى بيت المقدس.و كانت له سفن بحر الهند تجلب الذهب والفضة و البضائع و الفيلة و القرود والطواويس، و كانت له خيل كثيرة مرتبة تجلبمن مصر و غيرها تبلغ الفا و ستمائة فرسمعدة كلها للحرب. و كانت له ألف امرأةلفراشه ما بين حرة و سرية منها ثلاثمائةسرية. و في الأخبار للمؤرخين أنه تجهز للحجفوافى الحرم و اقام به ما شاء الله، و كانيقرب كل يوم خمسة آلاف بدنة و خمسة آلافبقرة و عشرين ألف شاة. ثم سما إلى ملك اليمنو سار إليه فوافى صنعاء من يومه، و طلبالهدهد لالتماس الوضوء، و كانت قناقنه أيملتمس الوضوء له في الأرض فافتقده، و رجعإليه بخبر بلقيس كما قصه القرآن. و دافعتهبالهدية فلم يقبلها، فلاذت بطاعته و دخلتفي دينه و طاعته، و ملكته أمرها و وافتهبملك اليمن، و أمرها بأن تتزوج فنكرت ذلكلمكان الملك فقال لا بدّ في الدين من ذلك.فقالت زوّجني ذا تبّع ملك همدان فزوّجهاإياه و ملكه على اليمن و استعملها فيه ورجع إلى الشام. و قيل تزوّجها و أمر الجنّفبنوا لها سليمين