هكذا يعامل مع كل عميل يعمل لصالح المستكبر. على أنّه لم يكن لمنهجهم معتنق قابل للذكر إلاّ شذاذ الآفاق أو ساقة الناس فمن مال إليهم لغاية دنيوية أو لشكوك وأوهام عرت لهم لا يتجاوز عددهم عدد الاَصابع إلاّ شيئاً طفيفاً حتى أصبح الجميع في حديث الاَمس الدابر.
والذي يتحمّل وزر ذكر هوَلاء من الفرق الاِسلامية الشيعية هو الشيخ المتكلّم الجليل الحسن بن موسى النوبختي (1)الشيعي من أعلام القرن الثالث المتوفّى حوالي عام 310هـ في كتابه «فرق الشيعة» ثم الشيخ الاَشعري (2)في كتابه «مقالات الاِسلاميين واختلاف المصلّين»، وتبعهما من جاء بعدهما كالبغدادي في «الفرق بين الفرق» (3)والاِسفرائيني في «التبصير » (4)والشهرستاني في «الملل والنحل» (5).
وإنّي لاَضن بالحبر والورق على تسطير عقائد هوَلاء وكفرياتهم الذين قضى عليهم الدهر وشرب، ولكن لاَجل إيقاف القارىَ على إجمال ما كانوا يعتقدونه نذكر أسماء الفرق مع التعريف الاِجمالي لمبادئهم حتى يقف على صدق ما قلناه.
قال الاَشعري: فمنهم الغالية وإنّما سمّوا الغالية لاَنّـهم غلوا في علي ـ عليه السلام ـ وقالوا فيه قولاً عظيماً وهم خمس عشرة فرقة:
(1) الحسن بن موسى النوبختي: فرق الشيعة: 36، وما بعدها.
(2) الاِمام الاَشعري: مقالات الاِسلاميين واختلاف المصلين: 5، وما بعدها.