أئمة أهل البيت، الذين جاءوا إلى الساحة بعد مقتل زيد، وقد بيّـن الشيخ الكوثري
هذا التلاقي بشكل آخر فقال: «إنّ ذلك التوافق العظيم بين آل زيد وبين فقهاء
العراق في ثلاثة أرباع المسائل إنّما نشأ من اتحاد مصدر علوم الفريقين، لاَنّ فقهاء
الكوفة والعراق إنّما توارثوا الفقه طبقة فطبقة عن علي وابن مسعود وسائر كبار
فقهاء الصحابة الذين نشروا العلم بالكوفة ولاسيما الذين تديّروها (1)بعد انتقال
علي كرم اللّه وجهه إليها، واستمروا بها في عهد الاَُمويين ثم عن فقهاء أصحابهم
وأصحاب عمر، وابن عباس ومعاذ الذين انتقلوا إليها واستقروا بها ابتعاداً عن
معاقل الاَُمويين، ثم عن أصحاب أصحابهم الفقهاء رضي اللّه عنهم الذين بهم
صارت الكوفة مصدر العلم الناضج في ذلك العهد وكانت علوم الحجاز والمدينة
المنورة يتشارك فيها فقهاء الاَمصار لكثرة حجهم عاماً فعاماً في تلك الاَعصار(2)
ج ـ سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي :
هو جد علي بن محمد النخعي أبو أُمّه، قال في الطبقات: يروي عن نصر بن
مزاحم المنقري سمع منه مجموعي الاِمام زيد بن علي _ عليه السلام _ «الحديثي»
و«الفقهي» وسمعهما عليه علي بن محمد بن كاس (أي النخعي) وكان سماعه عليه
سنة خمس وستين ومائتين (3)ولم أجد له عنواناً في كتب الرجال لاَصحابنا
الاِمامية.
د ـ نصر بن مزاحم المنقري العطار :
قال الذهبي: نصر بن مزاحم الكوفي، عن قيس بن الربيع وطبقته، رافضي،
جلد، تركوه. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين، حدّث عنه: نوح بن حبيب وأبو
(1) من الدير: أخذوه مكاناً.
(2) الروض النضير: ص28، المقدمة.
(3) السياغي: الروض النضير: 1|64.