الفصل العاشر
موقف أئمة أهل البيت
من خروج زيد وجهاده
إنَّ موقف أئمة أهل البيت _ عليهم السلام _ من خروج ثائرهم، كان إيجابياً،
لا سلبياً وكانوا يرون أنّ خروجه ونضاله، مطابق للكتاب والسنّة، بمعنى أنّ
الخروج حين ذاك لم يكن تكليفاً إلزامياً على الاِمام ولا على غيره، ولكنه لو خرج
مسلم لاِزالة الطغاة عن منصّة الحكم، وتبديد هياكل الفساد والظلم، من دون أن
يدعو إلى نفسه، كان على المسلمين عونه ومناصرته، وإجابة دعوته.
وكان خروج زيد على هذا الخط الذي رسمناه وهذا ما يستفاد من الروايات
المستفيضة، وإليك بعض ما وقفنا عليه:
1ـ لمّا بلغ قتـل زيد إلى الاِمام الصـادق _ عليه السلام _ قال: «إنّا للّه وإنّا إليه
راجعون، عند اللّه أحتسب عمي إنّه كان نعم العم. إنّ عمي كان رجلاً لدنيانا
وآخرتنا، مضى واللّه عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول اللّه وعلي
والحسين صلوات اللّه عليهم» (1).
(1) الصدوق: عيون أخبار الرضا _ عليه السلام _ : 1|252 ح6، الباب 25.