الفصل الثالث
في خطبه، وكلماته
وأشعاره، ومناظراته وعبادته
كان زيد الشهيد فصيحاً، بليغاً يأخذ بجوامع الكلم ويستعملها في مواردها
وقد شهد به الصديق والعدو، قال الواقدي: وبلغ هشام بن عبد الملك مقامُ زيد
بالكوفة، فكتب إلى يوسف بن عمر: أشخِصْ زيداً إلى المدينة فإنّي أخاف أن
يخرجه أهل الكوفة لاَنّه حلو الكلام، شديد البيان، خليق بتمويه الكلام (1)وإليك
بعض ما أثر عنه من المواعظ والحكم والاَدب ونحوها:
1 ـ روى أبو الموَيد موفق بن أحمد المدعو بـ «أخطب خوارزم»: «قيل لزيد
ابن علي: الصمت خير أم الكلام؟ فقال: قبح اللّه المساكتة، ما أفسدها للبيان،
وأجلبها للعيّ والحصر، واللّه للمماراة أسرع في هدم الفتى من النار في يبس
العرفج، ومن السيل إلى الحدور (2) (3).
(1) سبط ابن الجوزي: تذكرة الخواص: 300، اليعقوبي: التاريخ: 2|325 الخوارزمي: مقتل
الحسين: 2|119.
(2) الحدور على وزن رسول هو المكان ينحدر منه. (لسان العرب: 4|172، مادة «حدر)».
(3) محسن الاَمين: أعيان الشيعة: 7|123، نقلاً عن مقتل الحسين للخوارزمي.