الصهر، واستنجبه في الولد، وأنّه ليس فوق رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _
مرتقاً في مجد، ولا مستزاد في كرم. وإنّما كانت ملك يميني خرجت منّي، أراد اللّه
عزّ وجلّ منّي بأمر التمس به ثوابه، ثم ارتجعتها على سنة، ومن كان زكياً في دين
اللّه فليس يخل به شيء من أمره، وقد رفع اللّه بالاِسلام الخسيسة، وتمّم به
النقيصة، وأذهب اللوَم، فلا لوَم على أمرىَ مسلم إنّما اللوَم لوَم الجاهلية والسلام».
فلمّا قرأ، الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان فقرأه، فقال: يا أمير الموَمنين لشدّ
ما فخر عليك علي بن الحسين!! فقال: يا بني لا تقل ذلك فإنّها ألسُن بني هاشم
التي تفلق الصخر، وتغرف من بحر، أنّ علي بن الحسين _ عليه السلام _ يا بني
يرتفع من حيث يتّضع الناس(1).
مواصفاته الخلقية :
نقل السياغي عن الشيخ أبي محمد يحيى بن يوسف بن محمد الحجوري
الشافعي: أنَّ زيداً كان أبيض اللون، أعين، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل
القامة، كث اللحية، عريض الصدر، أقنى الاَنف، أسود الرأس واللحية، إلاّ أنّه خالطه
الشيب في عارضيه.
كان مثل جده _ عليه السلام _ في شجاعته وسخاوته وفصاحته وبلاغته
وعلمه وحلمه ـ إلى أن قال: ـ وما أشبه حاله بقول من قال:
فما إن براه اللّه إلاّ لاَربع
إمامٌ لاَخيارٍ، وقلبٌ لجحفلٍ
وفارسُ ميدانٍ وصدرٌ لاِيوانِ
يقرّ له القاصي بهنّ مع الداني
وفارسُ ميدانٍ وصدرٌ لاِيوانِ
وفارسُ ميدانٍ وصدرٌ لاِيوانِ
(1) الكليني: الكافي: 5|344.