الشعب فالمجلس النيابي عندهم مجلس التقنين والتشريع وعند المسلمين
مجلس التخطيط والتنظيم في ضوء قوانين السماء.
2 ـ السلطة التنفيذية :
المراد بالسلطة التنفيذية في مصطلح اليوم هو هيئة الوزراء وما يتبعها من
دوائر ومديريات منتشرة في أنحاء البلاد ومهمّتها تنفيذ ما يقرره مجلس الشورى
من تصميمات وقرارات ومخطّطات في شتى حقول الحياة الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية، وبالتالي يقع على عاتقها مهمة إدارة البلاد بصورة مباشرة،
لها ألوان وصيغ في الاَنظمة البشرية وأما لونها في الحكومة الاِسلامية فليس إلاّ
كون السلطة ـ إذا لم يكن هناك نصّ من اللّه سبحانه على شخص خاص ـ موضع
رضا الاَُمّة لاَنّها تتسلم زمام السلطة المباشرة على نفوس الناس وأموالهم
وأرواحهم، ولولا الرضا لعاد إلى الاستبداد المبغوض عند الشرع والعقل وقد
بسطنا الكلام حول السلطة التنفيذية وصلاحياتها من التخصص، والوثاقة، والزهد،
والعدل، وكونها موضع رضا الاَُمّة في كتابنا: «مفاهيم القرآن» (1)
3 ـ السلطة القضائية:
إنّ القضاء يلعب دوراً كبيراً في تبديل الاختلاف إلى الوئام، والتنازع إلى
التوافق وبالتالي ينشر العدل ويصون الحقوق والحرمات، غير أنّه لا يصلح ذلك
المقام إلاّ لفريق من الشعب يتمتعون بالبلوغ والعقل والاِيمان والعدالة وطهارة
المولد والعلم بالقانون الاِلهي والذكورة، سليم الذاكرة، وعندئذ يحقّق القاضي
أهدافه السامية.
(1) مفاهيم القرآن : 2 | 205 ـ 210 .